كشفت صحيفة ال«غارديان» عن شريط فيديو مثير للاشمئزاز لشخص ليبي يدعى صادق حامد شوهدي وهو يحاكم محاكمة شعبية أعدم إثرها شنقا أمام جمع غفير من الناس بينهم أطفال ونساء في سنة 1984. ففي صباح يوم شديد الحرارة نقلت الحافلات آلاف التلاميذ وطلبة المدارس إلى ملعب بنغازي لكرة السلة حيث شاهدوا شابا خائفا أجعد الشعر وبلحية وكان راكعا ويداه مكبلتان خلف ظهره وهو يتوسل لحياته أمام الادعاء الشعبي. وكان صادق حامد شوهدي البالغ من العمر ثلاثين عاما متهما بالتآمر لاغتيال زعيم الثورة الليبية. وفي هذا الفيلم الذي أعيد اكتشافه مؤخرا كان شوهدي وحده في وسط الملعب وكان ينتحب وهو يعترف بجريمته في الانضمام إلى «الكلاب الضالة»، وهو المصطلح المخيف الذي أطلقه النظام على كل من خالفه قبل الحكم عليه بالإعدام. وبين الجمهور كانت هناك فتاة شابة ترتدي زيا عسكريا أخضر زيتونيا تصيح وتلوح بقبضتيها. وبعد عرض حماسي مثير للغثيان، جذبت الفتاة رجلي شوهدي وهو يتلوى ألما على حبل المشنقة إلى أن توقف عن المقاومة. وبعد هذا المشهد صارت تلك الفتاة واسمها هدى بن عامر مفضلة لدى القذافي وهربت من بنغازي بعد ثورة هذا العام. وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من الليبيين شاهدوا البث الحي الأصلي للمحاكمة في وقتها وما زالوا يتذكرونها. وقد جاء إعدام شوهدي عقب هجوم جريء على مقر القذافي في باب العزيزية بطرابلس قبل شهر، وهي محاولة الانقلاب التي نفذتها الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي زعم النظام أنها كانت مدعومة من قبل الاستخبارات الأمريكية (سي آي أي).