نظرت صباح امس الدائرة الجنائية الاولى بالمحكمة الابتدائىة بتونس في قضية تورط فيها شاب في الثلاثين من عمره من اجل تحويل وجهة فتاة باستعمال القوة والاعتداء والعنف الشديد والاغتصاب والسرقة. وحسب ملفات القضية التي جدت وقائعها باحد احياء المرسى بالضاحية الشمالية فإن المتضررة وهي فتاة في العشرين من العمر. كانت مارة عبر احد شوارع المدينة في حدود الساعة الثامنة قبل ان يباغتها المشتبه به ثم يمسكها من شعرها بقوة. وحسب ملفات القضية ايضا فإنه بعد ان شدها من شعرها طلب منها ان تنصاع له وتسلّم نفسها لإرادته والا لقيت منه البطش والقتل، حاولت المتضررة المقاومة فلم تقدر على قوة خاطفها، ثم استصرخت بعض المارة طلبا للنجدة، لكن احدا لم يحاول انقاذها خوفا من الخاطف، واصل المشتبه به جرّها ومن حين لآخر يضطر لركلها وضربها بقسوة ان حاولت المقاومة، حتى بلغ بها مقبرة متاخمة لمدينة المرسى وهناك تعمّد اغتصابها كما صرّحت بذلك للمحققين ثم افتك منها جهاز هاتفها الجوال وغادر المكان، بعد ان اخلى سبيلها في حدود منتصف الليل. في اليوم الموالي توجهت المتضررة الى مركز الامن حيث ابلغت بما تعرضت له مقدمة لباحثيها اوصاف المشتبه به وبعض تفاصيل ملامح وجهه، وقد تم ابلاغ ممثل النيابة العمومية بالموضوع فأذن بفتح محضر تحقيقي والكشف عن هوية الجاني. بدأ المحققون تحقيقاتهم وابحاثهم حتى تمكنوا في ظرف يومين من القاء القبض على المشتبه به وقد اجرى اعوان الامن المكافحة القانونية بين المتضررة ومن يشتبه في انه خاطفها ومغتصبها وسارقها ومعنّفها. فتعرفت عليه وتمسكت بتتبعه عدليا. وقد انكر المتهم ما نسب اليه مصرّحا بأنه عرض عليها مصاحبته ففعلت ذلك بمحض ارادتها ونفى ان يكون قد اجبرها على الذهاب معه الى المقبرة المتاخمة لمدينة المرسى ثم اغتصابها متمسكا بأن كل ما جرى كان بموافقتها، وبعد انهاء الابحاث الاولية تمت احالته على احد قضاة التحقيق بابتدائىة تونس الذي اصدر في شأنه بطاقة ايداع بالسجن فيما وجهت له النيابة العمومية تهمة تحويل وجهة فتاة باستعمال القوة والاعتداء بالعنف الشديد ومواقعتها دون رضاها والسرقة، وقد ابدت ذلك دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس التي قررت احالة المشتبه به على الدائرة الجنائىة المختصة لمقاضاته من اجل ما نسب له. وقد مثل صباح امس المتهم امام هيئة الدائرة الجنائية الاولى، حيث تمسك بنفس اقواله التي صدرت عنه سواء امام باحث البداية او لدى قلم التحقيق مصرّحا بأنه لم يتولّ تعنيف المدعية او تحويل وجهتها ثم اغتصابها وسرقتها وانما تحولت معه الى المقبرة المتاخمة للمدينة بمحض ارادتها ونفى ان يكون قد اجبرها على ذلك. من جهة ثانية عاضد المحامي اقوال منوّبه وطلب من هيئة المحكمة الإذن من جديد بسماع اقوال المدعية التي ادعت الضرر والتحرير عليها بمكتب الدائرة ثم رافع الدفاع وطلب القضاء بعدم سماع الدعوى لعدم وجود ادلة على إدانة منوبه فيما تمسك ممثل الادعاء العام بالمحاكمة طبقا للائحة التهم ونصوصها القانونية فقررت المحكمة في الختام النظر في طلبات كل طرف من اطراف القضية بعد الجلسة.