استشهد أمس فلسطيني ودمرت عشرات المنازل في عدوان اسرائيلي واسع على خان يونس بعد يومين من العملية الفدائية التي استهدفت مستوطنة رفح وغداة مقتل اسرائيلية في قصف مستوطنة أخرى بجنوب قطاع غزة أيضا. وبالتوازي مع هذا العدوان منعت سلطات الاحتلال عشرات الضباط الفلسطينيين من العبور الى مصر لتلقي تدريب أمني. وغداة مصرع مستوطنة وجرح 3 آخرين في مستوطنة «نفيه ديكاليم» نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي اجتياحا واسعا في منطقة خان يونس وتحديدا في مخيم اللاجئين الذي يحمل إسم المدينة وفي حي الاسكان النمساوي. اجتياح ودمار هائل وشاركت عشرات الآليات بين دبابات وناقلات جند ومدرعات أخرى وجرافات في هذا الاجتياح الذي بدأ بعد منتصف الليلة قبل الماضية واستمر الى غاية صباح أمس. وبينما كانت الآليات تتوغل في خان يونس من عدة محاور أطلقت المروحيات الصهيونية عدة صواريخ على مخيم خان يونس مستهدفة المدنيين العزّل. واستشهد في هذا القصف المواطن الفلسطيني أحمد عبد اللّه (55 عاما) اثر اصابته بشظية صاروخ بينما كان يقف عند باب منزله. وأكدت مصادر طبية في خان يونس اصابة 5 مواطنين آخرين بينهم طفلة في الحادية عشرة أصيبت بالرصاص في الرأس بينما كانت داخل قسمها في مدرسة ابتدائية. ووصفت المصادر الطبية حالة أحد الجرحى بالخطيرة حيث أدخل الى قسم العناية المركزة. وقالت المصادر ذاتها إن طواقم الاسعاف جابهت صعوبة بالغة في نقل الجرحى بفعل القذائف والصواريخ ونيران الرشاشات الاسرائيلية. واستمر التوغل حوالي5 ساعات، دمّرت خلالها الجرافات الصهيونية 35 منزلا على الأقل بشكل كامل. وأوضح شهود أن جنود الاحتلال أجبروا حوالي 45 عائلة على اخلاء منازلها تحت التهديد بالسلاح، فيما قالت مصادر أمنية فلسطينية أن 45 عائلة باتت بلا مأوى بعد هدم منازلها. وقاوم المقاتلون الفلسطينيون من مختلف الفصائل الاجتياح الاسرائيلي بكل أنواع الأسلحة المتاحة، خصوصا القاذفات الصاروخية والعبوات الناسفة. وأكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» وكتائب «أحمد أبو الريش» القريبة من فتح أن مقاتليهما فجروا عبوات ناسفة في جرافات اسرائيلية في مخيم خان يونس. وفي حي الزيتون بغزة جرح طفلان في السابعة والثامنة بشظايا قذيفة أطلقتها دبابة اسرائيلية صباح أمس على منازل المواطنين. فيتو اسرائيلي علي صعيد آخر اضطرّ 45 ضابطا فلسطينيا و40 مجندا في الشرطة الى العودة الى مواقع عملهم في قطاع غزة بعد أن منعتهم سلطات الاحتلال على مدى يومين من العبور باتجاه مصر لتلقي تدريب أمني وذكر أمس مصدر مسؤول في جهاز حرس الحدود المصري أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي أبلغت الجانب المصري برفضها السماح للضباط والمجندين بالتوجه الى مصر عن طريق معبر رفح البري. وكان وزير الداخلية الفلسطيني حكم بلعاوي قد سلم مؤخرا السلطات المصرية لائحة بأسماء الضباط والمجندين الذين كان يفترض أن يتلقوا تدريبا في مصر لمدة شهر في اطار الترتيبات الجارية تمهيدا للانسحاب الاسرائيلي المفترض من قطاع غزة. وظل الضباط والمجندون الفلسطينيون ينتظرون في معبر رفح لمدة يومين الى أن قرروا أمس العودة من حيث أتوا.