طرحت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية احتمالات ما سيؤول اليه الوضع في العراق بعد انسحاب محتمل لقوات الاحتلال مؤكّدة ان الوضع الراهن بات غير مقبول وأن تاريخ حركات المقاومة في العالم أثبت ان الحل العسكري لا يجدي مع اتساع المقاومة كل يوم. وحذّرت الصحيفة من أن انسحابا امريكيا دون ارساء الاستقرار في العراق سيمثل فشلا كبيرا وضربة قوية لزعامة الولاياتالمتحدة في العالم. وتساءلت الصحيفة الامريكية «هل يتعين على القوات الامريكية الرحيل؟» مشيرة الى أن «هناك عدة حجج للخروج او على الاقل تحديد جدول زمني لذلك، لأن الوضع الراهن غير مقبول والقضاء على المقاومة يستدعي عددا اضافيا للقوات وهو ما لا يؤيده اي من السياسيين». تبعات الانسحاب وقال ليزلي غيلب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي انه «لابد من تحديد جدول زمني للانسحاب» مؤكدا ان «الانسحاب في غياب الاستقرار يمكن ان يرقى الى الاعتراف المدمّر بالفشل ويوجه ضربة لزعامة امريكا للعالم التي ستهتز مصداقيتها في ظرف تجاوز عدد القتلى الامريكيين في العراق الالف قتيل. ولم يستبعد غيلب ان ينحدر العراق نحو حرب أهلية وينقسم الى 3 أقسام كردي وشيعي وثالث غالبيته سنية كما انه من المحتمل ان تتدخل الدول المجاورة خاصة ايران وتركيا. وأشارت «الصحيفة في تقريرها الى أن مغامرة السوفيات في افغانستان أدت ضعف ظلّوا يعانون منه حتى الان فهل هذه هي الصدمة التي تريدها الولاياتالمتحدة في العراق؟ وحسب فيليب غوردن من معهد بروكينفز فإن «العراق يمكن ان يكون اسوأ من افغانستان ما بعد العهد السوفياتي ويؤكد ذلك نفطه وموقعه الاستراتيجي». وقالت الصحيفة إنه في ظل حكم الرئيس الامريكي جورج بوش يبدو أفق مثل هذا الانسحاب بعيدا في الوقت الحالي، أما المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جون كيري فقد حاول اتخاذ موقف «متميز» بسعيه الى اعادة القوات الامريكية الى البلاد في غضون اربع سنوات ابتداء من العام المقبل. ودعا ريتشارد هولبروك مستشار كيري لشؤون السياسة الخارجية الى اتخاذ اجراءات سياسية لا حل الامور عسكريا وهو ما لا يقبله القادة العسكريون في العراق الذين يركّزون على التطوير السريع للجيش العراقي. تحذير ابي زيد وقد أبلغ قائد القيادة الامريكية الوسطى جون ابي زيد الكونغرس الامريكي بأن هناك حاجة الى مزيد من القوات لضمان اجراء عملية الانتخابات في العراق معربا عن امله في ان تتمكن قوات عراقية ودولية من اداء المهمة. وحذّر أبي زيد من أن الانتخابات العراقية ستكون صعبة موضحا انه لا يستطيع تأكيد ما اذا كان اجراؤها في كافة انحاء البلاد ممكنا. وقال ابي زيد في تصريح لشبكة «ان بي سي» التلفزية الامريكية «لا أتوقع احراز نصر في جانفي في نهاية الانتخابات التي ستكون قاسية وصعبة. وحسب «نيويورك تايمز» هناك عامل اخر وراء فكرة التعزيزات المحتملة للقوات، فمناطق مثل وسط العراق الواقعة في المثلث السني لم تعد تحت سيطرة الحكومة المعينة ويتعين استعادتها في وقت قد لا يتجاوز نهاية العام الحالي وقد لا يكون ذلك ممكنا مع المستويات الحالية للقوات. ويأمل القادة العسكريون الامريكيون ان يتمكن الجيش العراقي الذي يعد 50 ألفا حاليا ويتوقع أن يصل الى 145 ألفا في جانفي المقبل حسب علاوي، من أداء المهمة وحراسة مدن مثل الفلوجة والرمادي وسامراء. ونقلت الصحيفة عن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا قوله للامريكيين «إما أن تغادروا او ن تسيطروا على البلاد».