الكاف (الشروق) تقع مدينة الكاف في الشمال الغربي بمنطقة التل الأعلى على الحدود التونسيةالجزائرية وعلى ارتفاع 750 مترا على سطح البحر. موقعها كان معمورا منذ العهد الحجري الأوّل. وهي من المنشآت اللوبية أو البونية. وقد ورد ذكر اسم المدينة لأول مرة في النصوص القديمة سنة 241 قبل الميلاد في معرض الحديث عن الجند المرتزقة الذين وجهتهم إليها قرطاج على إثر الحرب البونية الأولى قصد إبعادهم وحماية العاصمة من خطرهم المهدّد. وقد كان اللاتينيون يطلقون على هذه المدينة اسم سيكا فينيريا (Sicca Veneria) تعظيما للآلهة البونية التي تقمّصت شخصية فينوس إلهة الحب. وفي أثناء حكم الإمبراطورية الرومانية أطلق على المدينة اسم كولونيا جوليا سيرتا نوفا (Colonia Julia Cirta Nova). ثمّ دخلت في حكم المسلمين باسم شقبنارية (وهو تعريب لعبارة سيكا فينيريا). وبقي هذا الاسم يطلق عليها باستمرار في النصوص العربية إلى نهاية عصر الإسلام الكلاسيكي. التسمية. الدلالة ومن المواقع التي تحمل أسماء يدخل في تركيبها لفظ «الكاف، موقع «الكيفان» (جمع الكاف) بالقرب من مدينة فاس. كما يذكر ياقوت الحموي (معجم البلدان،. 4،. 431) قلعة ببلاد الشام تحمل اسم الكاف، وهي تلك التي يسميها ابن خلدون «الكهف» (كتاب العبر، ج. 5،. 842) والتي افتكها السلطان الظاهر بيبرس من الاسماعيليين. ويتبيّن من هذا أنّ تسمية الكاف كانت شائعة جدا. وهي تحريف للفظة العربية كهف (أي غار). وقد جرى إطلاق هذه التسمية على كلّ تجمع سكني يقام في موقع كهوف ومغارات في المرتفعات. وعلى هذا الوجه فإنّ مدينة الكاف تستحق اسمها بكل جدارة. وهذا ما يقوله عنها الكاتب تيسو في كتابه الجغرافيا المقارنة ج2،. 378: «هذه المدينة المستقرة فوق واحد من أوّل المرتفعات في كتلة جبلية متلاحمة يمكن اعتبارها بحق قلعة طبيعية تشرف على السهول الكبرى للسرس وزنفور والأربس ووادي ملاق. الزوارين. كما تتحكّم في إحدى الطرق الرئيسة الرابطة بين تونس. الجزائر. .