مكتب سليانة (الشروق) ولاية سليانة كانت ملتقى الحضارات العريقة ويشهد بذلك ما تختص به هذه الربوع من مخزون أثري كبير يتمثل في النقائش الدالة التي خصت بها الحضارات القديمة لذلك بقيت آثارها دليلا تاريخيا شاهدا على عراقة هذه الارض وما لها من عمق ثقافي تعاقبت الحضارات على إقامة صروحه ابتداء من اللوبيين فالقرطاجنيين وعلى إثرهم الرومان. ويعتبر تاريخ ولاية سليانة تاريخا نضاليا حيث تعتبر صانعة رجالات وبطولات منذ أقدم العصور والمتامل في مواقعها الاثرية الموجودة تقريبا بكل ربوع الولاية تتراءى لك نزعة تعمير وتأسيس تبينها هذه المواقع الاثرية. ولقد بلغت مدن الشمال في الحقب القديمة مراتب متقدمة في العمارة والفنون والكثافة العمرانية الى أن منح الامبراطور رتبة بلدية لبعض هذه المدن ومنها «مكتريس» مكثر حاليا ونالت مدينة «زامة» (جامة حاليا) لقب المعمرة الرومانية ويتمتع سكانها بنفس حقوق الرومانيين وواجباتهم وصارت هذه المدينة عاصمة اقليمية من بين عواصم الامبراطورية الممتدة الاطراف. وهي التي شهدت الدمار الاكبر أثناء الحروب البونية التي حسمت صراعا دام مائة سنة تقريبا بين روما وقرطاج وذلك دليل على أهميتها الاستراتيجية. أما في العهد النوميدي فقد اتخذ القائد سليانوس من منطقة فرنة الموجودة بين الربع وسليانة قلعة لحكمه حيث بنى قصره بها وتعرف الآن بقصر الحديد نيابة عن يوغرطة القائد العظيم كما ان حنبعل جعل من زامة المركز السياسي لحكمه ومنها منطقة في كل حروبه مع روما. فجهة سليانة تحتوي تقريبا عل أكثر من 1800 موقع اثري تشهد على تعاقب الحضارات كما تحتضن 300 معلم اسلامي في شكل ضرائح ومقامات وزوايا لذلك بالجهة آثار عالمية كالسفينة والزواكرة إذ تنفرد بالقبور الجلمودية وبغرف وكهوف بدائية بمناطق عديدة كربع أولاد يحي وڤعفور كما نجد مغاور كعين الذهب والزواكرة وبرامة وغار كرير ببوعرادة.