الكاف 27 ماي 2010 (وات/تحرير جمال الطيبي)- اذا كانت مائدة يوغرطة الشهيرة تمثل قلعة امنة مكنت القائد النوميدي يوغرطة من التحصن فيها خلال الحرب الرومانية البونية فانها تعتبر بالنسبة للمولعين بالطبيعة من الروائع الطبيعية الشامخة على علو يفوق 1270 مترا بالنسبة الى مستوى البحر والمتميزة بجمالها الخلاب. وما يزيد في جمال هذا الموقع التاريخي الطبيعي الفريد من نوعه هندسته المعمارية المصممة في شكل طاولة تتجاوز مساحتها 80 هكتارا وتتكون من صخور ترسبية سميكة. وتتوسط المائدة مجموعة من الهضاب الجبلية الصخرية التي تضفي على الموقع سحرا منقطع النظير من خلال السهول التي تطل عليها في كل الاتجاهات والمنظر الرائع للجبال المجاورة. وتمثل صعوبة النفاذ لهذا الموقع احدى المميزات التي تزيد من غرابته، حيث لا يمكن الوصول اليه الا عبر سلم حجري منحوت في شكل درجات على طول الكتلة الصخرية. وقد عثر الباحثون اسفل هذه المائدة على عدة اثار كالقبور الجلمودية واثار بناءات تعود الى حضارات مختلفة اضافة الى موقع لمعصرة زيتون من عصور ما قبل التاريخ، وهو ما يوءكد الاهمية الاقتصادية لهذه المائدة الجبلية ولكل المنطقة المجاورة لها. واضحت مائدة يوغرطة بفضل مميزاتها الطبيعية والجيولوجية احدى الروائع التاريخية التي يقبل عليها الزوار من تونس ومن مختلف بلدان العالم خاصة اثر ادماجها في المسلك السياحي والثقافي الذي احدث منذ سنوات بجهة الكاف بهدف تدعيم فرص التنمية لاسيما من خلال تطوير المنظومة السياحية البيئية والاثرية. كما تم استغلال هذا المعلم الطبيعي خلال الخمس سنوات الماضية من قبل السلطات الجهوية لفائدة السياحة الشبابية، من خلال تنظيم ايام يوغرطة للانترنات وذلك بالتعاون مع الجمعية التونسية للانترنات والوسائط المتعددة.