بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. من ألمع وأغزر الكتّاب التونسيين عطاء محمد المرزوقي الذي لقّب بعميد الأدب الشعبي للدور الكبير الذي قام به في جمع الأدب الشعبي وحفظه ، ولد محمد المرزوقي في حي العوينة من معتمدية دوز في 22سبتمبر 1916 درس في زاوية جدّه عمر المحجوب الى حدود العاشرة حيث حفظ نصيبا من القرآن الكريم ومن اللغة العربية ككل أبناء قبيلته وإلتحق بالعاصمة حيث درس أوٌل الامر في المدرسة الابتدائية بنهج الكنز وقد جاء الى العاصمة في كفالة شقيقه المحامي (كان يسمٌى وكيل) ثم ألتحق بجامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية فأحرز على ديبلوم العلوم العملية من الخلدونية بالتوازي مع حصوله على الأهلية سنة 1935 والتحصيل سنة 1944 . عمل في الصحافة والتعليم وفي وزارة الثقافة ، وكانت بداية تجربته الصحفية في جريدة النهضة سنة 1944 كما كتب في معظم الصحف الصادرة في الأربعينات والخمسينات وعانى من أجل استقلال تونس إذ تم أبعاده الى قبلي بعد أحداث 9 أفريل 1938 طيلة خمس سنوات وعندما عاد الى العاصمة واصل نشاطه السياسي بالتوازي مع نشاطه الثقافي والأدبي فترأس الجامعة الدستورية للجنوب التونسي من 1947 الى 1954 وهي المرحلة الحاسمة في النضال من أجل الاستقلال. بدأ في نشر كتبه منذ الأربعينات وكان أوٌل من نشر كتابا عن الطاهر الحداد حاز على جائزة بلدية تونس سنة 1950 عن روايته ضدان كما نال جائزة الدولة التقديرية سنة 1979 ، كتب عشرات المسرحيات للمسرح والإذاعة ومئات الحلقات الإذاعية وكان من مؤسسي المعهد القومي للآثار وأتحاد الكتٌاب التونسيين وأتحاد الشعراء الشعبيين ومهرجان الصحراء الدولي والمهرجان الوطني للشٌعر الشعبي والمهرجان الوطني للاغنية الشعبية وترك قبل وفاته خوالي أربعين كتابا منشورا وثمانين مخطوطا في انتظار النشر. ساهم في عدٌة جمعيات منها الرشيدية ونادي القلم والجمعية التونسية لحقوق المؤلفين وكتب الاغنية ومن أشهر أغانيه غزالي نَفَر التي غنتها صليحة وكذلك بخنوق بنت المحاميد التي أعاد كتابتها وعيون سود مكحولين وقد غنٌت له صليحة عددا من أغانيه توفي رحمه الله في 14 نوفمبر 1981 ودفن في مقبرة الزلاج في 15 نوفمبر 1981. محمد المرزوقي