النميمة من الأمراض النفسية الخطيرة والفتاكة بالمجتمع المفرّقة بين الناس الممزّقة لعلاقات الألفة والمحبة، والنميمة اسم مشتق من فعل نمّ، ونمّ الحديث يعني أظهره بالوشاية ورفعه على وجه الإشاعة والإفساد أو بمعنى آخر نقل الكلام من شخص إلى شخص آخر على وجه الإفساد بينهما . والنميمة هي هتك للستر وإفشاء للأسرار ونشر ما يكره كشفه . فالإنسان ليس كاملا فالكمال لله تعالى وقد يزلّ المرء فيمسه طائف من الشيطان فيرتكب إثما نحو الآخرين من الأقارب والأصدقاء، فنجد بعض الناس وهم النمامون من يستغل هذه الهفوة فينقلها إلى من قيلت فيه تقربا له.، وقد يبلغ الدهاء والخبث ببعضهم فتجده يأتي إلى أحدهم فيستدرجه حتى يأخذ منه سرا من الأسرار ثم يطير به إلى الآخرين فينفث تلك السموم ويكوّن الخصومات بين الناس فيفرح لذلك وينشرح صدره عندما يعلم أن سعايته قد نجحت وأصابت الهدف بدقة وأوقعت بين من يريد من الناس . يقول النبي فيما رواه أبو الدرداء ( أيما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه بها في النار) ، والنمام لسانه حلو الحديث ولكن قلبه خبيث وصنيعه مذموم وعمله عمل الشياطين ويصدق فيه قول الله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَاد﴾ البقرة/ 204. حذرنا القرآن الكريم من هؤلاء النمامين الذين يسعون إلى زرع الفتنة والكراهية بين الناس عوض أن يشيعوا المحبة والتصافي حين قال الحق تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ الحجرات: 6.