الصفات المذمومة تنعت صاحبها بالمذنب، يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني وعقيدتي، فهل سمعتم ببعضها؟ ذكر اسكندر، وكريم، وحسان، وعمر: الفظاظة والغلظة واستشهدوا بنهي الله تعالى لخاتم رسله عليه الصلاة والسلام "ولو كنت فظا غليظا لقلب لانفضوا من حولك" (آل عمران آية 159) ثم الشماتة واستشهدوا بالحديث النبوي "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" وذكرت سليمة، وسارة، وإيناس، وهالة وياسمين الطمع، فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "يا رسول الله ! أوصني" قال "عليك بالاياس (قطع الأمل) مما في أيدي الناس، وإياك والطمع، فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاة مودع، وإياك وما يعتذر منه" وذكر محمد يونس ومهدي، واحمد، وإلياس، ومحمد عزيز الحسد في الحديث النبوي "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" وقال عليه الصلاة والسلام "ليس مني ذو حسد، ولا نميمة، ولا كهانة، ولا أنامنه" رواه الطبراني. وذكرت مريم، وأسماء، وهاجر، ومروى عن النفاق في الحديث النبوي"آية المنافق" ثلاث وإن صام وصلى وزعم انه مسلم: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" رواه مسلم. وأضاف الفريق الاول حديث ابن عمر وأنس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستة يدخلون النار قبل الحساب بستة" قيل "يا رسول الله ! من هم؟ قال: "الامراء بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين (الاغنياء) بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق (القرئ) بالجهل، والعلماء بالحسد" رواه الديلمي. واضاف الفريق الثاني حديث مسلم عن ابي سعيد الخدري قول النبي صلى الله عليه وسلم "لكل غادر لواء عند استه (مؤخرته) يرفع له بقدر غدره" فيه ازدراء له وتحقير، لأن الغدر يكون من الخلف، وفائدة الرفع كثرة الفضيحة له بين الخلائق يوم القيامة. وأضاف الفريق الثالث قول الله تعالى "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم" (النساء آية 5) لأن السفيه هو ضعف العقل وسخافته وركاكته وضده الرشد وهو قوة العقل وبلوغه كماله. والظاهر على أرض الواقع أن من لم يتعب في تحصل الدرهم يهون عليه انفاقه، ولهذا أكثر الفقهاء ذهبوا الى وجوب حجر السفيه المسرف واضاف الفريق الرابع قول حاتم الأصم: "العجلة من الشيطان إلا في خمس فإنها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطعام الضيف، وتجهيز الميت، وتزويج البكر، وقضاء الدين، والتوبة من الذنوب". قلت لهم بعد الشكر قال النجم الغزي في حسن التنبه "من أخلاق الشيطان قسوة القلب على خلق الله تعالى، وعدم الرحمة والشفقة" وأضاف "وكل هذه أخلاق شيطانية، وقد نهى الله تعالى عنها، وأرشد إلى اضدادها "ولهذا وصيتي كما قال عليه الصلاة والسلام "استحيوا من الله حق الحياء" فلا ترفضوا الحق ولا تزدرئوا الناس وتحتقروهم ففي الحديث النبوي "الكبر بطر الحق وغمط الناس" وإياكم والصلف وهو ناشئ عن الكذب والعجب، ومن النفاق. فأول من عرف بالنفاق من بني آدم كنعان بن نوح، وأول من عرف بالنفاق من هذه الامة عبد الله بن أبيّ بن سلول. وفي الحديث النبوي "من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة" وانتبهوا "أن لا صغيرة مع الاصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار" رواه الديلمي. فالصفات المذمومة كلها أذى وتهلكة فاجتنبوها.