تونس (الشروق) عُرفت مدينة منوبة منذ القدم بتنوّع العلوم الإسلامية وروّادها من الأعلام وبكثرة طرق التصوف والجهود الدعوية. وفي عُمق هذه الطقوس الصوفيّة وُلدت وعاشت «للاّ عائشة المنوبية» بنت الولي الصّالح الشيخ عمران بن الحاج سليمان المنوبي (1197. 1267). والتي عُرف باتباع الطريقة الشاذلية وبالصلاح والتصوّف مرضاة لله دون سواه وبإشعاع نشاطها الدعوي وأعمالها وأفعالها الخيّرة وإقبالها على فضائل العلم والمعرفة. وذلك من خلال مُجالسة أشراف الصّالحين والتتلمذ على الشيخين الجليلين أبي سعيد الباجي وأبوالحسن الشاذلي. وتكريما لمقامها ومناقبها العطرة شيّد لها محمود باي زاوية وتولّى توسيعها أحمد باي وأكرمها مريدُوها وأحبّتها بمنوبة بكسوة راقية تتجانس ورفعة حُضوتها. وتتميّز هذه الزاوية بنمط معماري أنيق يتقاطع فيه فن العمارة الإسلامية والإيطالية من خلال نوعية الأشكال والزوايا والأروقة والمداخل والصّحون والأسقف. وتتواجد بهذه الزاوية العامرة عدّة غرف مُهيئة لاستقبال الزوّار إضافة إلى مرقد التابوت «الرّمز» للولية المباركة باعتبار أنّها دفنت بمقبرة السيدة بضواحي تونس العاصمة. وتكريما لمقامها وقع تناول سيرتها بعديد التأليفات والأبحاث إضافة إلى نظم عدّة أناشيد صُوفية تمجّد خصالها ومناقبها وعادة ما ترّدد خلال الطقوس التي تقام بزاويتها. مدائح خالدة يا سيّدة يا نغارة دبْري عليا دبارة للاّ أمّي يا ما أحلى ذكرك في فمّي أنتِ الّي اتجلّي همّي يا محبوبة يا ساكنة في منوبة