تونس (الشروق) ولد الشيخ الجليل أبوسعيد خلف بن يحي التميمي الباجي سنة 1156م في قرية باجة على مقربة من مدينة منوبة وتوفي سنة 1230م بجبل المنار شمال شرق العاصمة تونس عن سنّ تناهز 74 عاما.وينحدر من أصول عائلة ثرية ثبت على نسبها وزهد في جاهها. وانتقل سيدي بوسعيد في بداية حياته للعاصمة أين تلقّى الدروس بجامع الزيتونة المعمور وتتلمذ أولا على الشيخ شعيب أبومدين. اعتكاف وزهد وعُرف سيدي بوسعيد باعتكافه المطوّل بجامع باب بحر وتقوم شخصيته على قيم التصوّف والزّهد الصالح. وقدم لجبل المنار واستوطن به وأشتهر في محيطه بورعه الديني وطاعته وتقرّبه من الخالق سعيا لمرضاته بوافر الخشوع والاستقامة في وفاء للمذهب المالكي وعقيدة أهل السنّة والجماعة. وذاع صيتُه علمًا وكرمًا ومناقب وكرامات فاضلة إضافة إلى تقديمه للدّروس وإدارة النقاشات في علُوم الدين لأتباعه ومحبّيه ممّن جالسُوه ولازموُه في حياته أمثال سيدي أبوالحسن الشاذلي وعالية المقام السيدة المنوبية. ويبرز إشعاع الولي الصالح أبوسعيد بارتباط «مدينته» بأجيال متعاقبة من المتدينين الزاهدين والصالحين الذين تكثُر مراقدهم بالجهة على غرار الأسياد الجبالي- الشبعان – الظريف – بوفارس وغيرهم كثر من الأشراف الذين يواصل الأحفاد الأحياء إعْلاء شأنهم تبرّكا. وقد أدّى سيدي أبي سعيد الباجي مناسك الحجّ سنة 1207 ودرّس كتب ابن الجوزي والقشيري وبوفاته زادت شهرته وأصبح مقامه مزارا دائما. وخلال القرن الثامن عشر تكفّل حسين باي ببناء مسجد وزاوية له تشمل قبره وتقام به صلوات الخمس والجمعة. وتُنتظم كلّ صيف «خرجة» سيدي بوسعيد الشهيرة في تقليد يعُود إلى أكثر من 400 سنة خلت يحضرها الآلاف من محبّيه وأتباعه والكثير من الزوّار والسياح. ومن هنا تبقى جهة سيدي بوسعيد أثرا شهيرا للموقع الخلاب وللتّاريخ الأصيل من خلال تعدّد مواقعه ومعالم آثاره وقصوره التي تضيئها بركات هذا الوليّ الصّالح والنّافع الذائع الصيت . مدائح يقصد مقامه زوّار المدينة بمختلف أجيالهم وأعمارهم تبجيلا وإكراما لحضوته وصيته المشعّ ووقع تمجيد مكارم خصاله ومنافع علمه وكراماته في كثير من المدائح والأذكار التي أحيت عبق تراث كلماتها عدد من الفرق الصوفية وفناني الحداثة الموسيقية. مدائح خالدة سيدي رايس الابحار يا رفيقي على الله يا باجي يا فكاك الموسار يا طبيب اللي عظمة واجي والله ماذا بيّ على زيارة لبوسعيد الباجي