تونس «الشروق»: لا زالت الأزمة متواصلة داخل الجامعة التونسية التي باتت مهددة بسنة بيضاء في ظل المأزق الذي تعيشه الوزارة والتجاذبات الحاصلة بينها وبين كل من اتحاد «اجابة» وجامعة التعليم العالي. وسط أجواء ساخنة ينعقد اليوم المجلس الوطني للإنابات التابع لاتحاد «اجابة» لتدارس مقترح الوزارة القاضي برفع الإضراب مقابل الاعتراف به كشريك رسمي في الإصلاح والعمل معا على صياغة قانون أساسي للجامعيين يحترم فيه سلم التأجير وضبط جدولة وسقف زمني حدد إلى شهر ديسمبر 2018 . وقد اعتبرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذا المقترح مناسبا وحلا وسطيا لحلحلة الأزمة وتجنب السنة الجامعية البيضاء وانعكاساتها السلبية على ال120 ألف طالب الذين حرموا الى حد اليوم من إجراء امتحاناتهم سواء الخاصة بالسداسي الأول أو الثاني بسبب إضراب الأساتذة الجامعيين الباحثين الذي قارب خمسة أشهر . الا أن اتحاد «اجابة» الذي سبق أن اتهم الوزارة بغلقها باب التفاوض معه ودفعها نحو الأزمة، رفض رفع الإضراب في غياب إمضاء اتفاق يرتقي الى مستوى انتظارات المحتجين. وقدم بدوره مقترحا اعتبره الحل الأنجع والأنسب تمثل في تأجيل إجراء الامتحانات إلى شهر سبتمبر والعمل على صياغة وإنهاء القانون الأساسي للجامعيين في شهري جويلية وأوت مع التأكيد على ضرورة فتح خطط الانتداب عن طريق المناظرة لأصحاب شهادة الدكتوراه وضرورة الترفيع في ميزانية وزارة التعليم العالي . لكن هذا المقترح لقي انتقادا لاذعا من قبل الجامعة العامة للتعليم العالي التي أعلنت رفضها تأجيل الامتحانات التي لم تنجز بعد الى شهر سبتمبر. ودعت الى مقاطعتها، مؤكدة أنه لا مجال لتغول الأقلية على حساب الأغلبية بهدف الاعتراف بالنقابة كطرف مفاوض. وليس الدفاع عن قائمة واضحة في المطالب . كما اتهمت الجامعة العامة الحكومة باعتماد سياسة المكيالين مشيرة الى أنه من غير المقبول سياسيا ولا أخلاقيا أن تعمد الى سياستين مغايرتين الأولى كانت متشددة لضرب نقابة التعليم الثانوي ومن ورائها اتحاد الشغل والثانية تمثلت في التورط في صمت مريب دام شهورا طويلة أمام الطرف النقابي الأقل تمثيلية بالجامعة التونسية وأمام كافة النقابات . هذا الصراع القائم بين اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين والجامعة العامة للتعليم العالي، جعل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تستعد لعقد جلسة تفاوضية مع اتحاد «اجابة» غدا الاثنين - في مأزق حقيقي وفي موقف محرج قد تنجر عنه تبعات خطيرة في هذا الظرف الدقيق من السنة الجامعية . فإن قبلت الوزارة بمقترح اتحاد «اجابة « القاضي بتأجيل الامتحانات - خاصة بعد رفضه للجان البيداغوجية التي تعتزم سلطة الإشراف بعثها لتتولى إعداد الامتحانات الوطنية وإصلاحها - ستجد نفسها في إشكال جديد مع الجامعة العامة للتعليم العالي التي أعلنت رفضها لهذا التأجيل، وإن رفضت ذلك فإن الأزمة ستتواصل خاصة أن اتحاد «اجابة» رفض رفع الإضراب . وفي خضم كل هذه التجاذبات والصراعات القائمة بين مختلف أطراف النزاع، بقي الطلبة رهائن ما سيؤول اليه سير المفاوضات وما ستفرزه مشاورات الأيام القليلة القادمة من نتائج علما أن الطلبة رفضوا إجراء الامتحانات بشكل جزئي الأمر الذي يتطلب اليوم من جميع الأطراف المتدخلة تقديم تنازلاتهم وجعل مصلحة الطلبة فوق كل اعتبار وإنجاح السنة الجامعية بعيدا عن سياسة لي الذراع.