بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي.من أبرز جماعة تحت السور شاعر وقّاص وصحفي ساهم في الحركة الوطنية وتحمل مرارة السٌجن، عصامي التكوين ولد بمدينة تونس 1911 وبعد دراسة في الكتٌاب إلتحق بجامع الزيتونة لكنٌه غادره بسرعة قبل أن يحصل على أي شهادة من شهاداته وألتحق مبكرا بالصحافة ففي سن الثالثة والعشرين عاما سنة 1934 بدا الكتابة في مجلٌة العالم الأدبي وفي سنة 1936 ساهم مع بيرم التونسي في جريدة صبرة للعربي زروق وبعد أحداث 9 أفريل أعتقل لسبعة أشهر بين سجن تبرسق والقصبة والحبس الجديد. عرف محمد العريبي اليتم مبكرا وهذا كان من بين أسباب أنقطاعه عن التعليم وأنخراطه مبكرا في العمل في المصرف التجاري في سوق القرانة طيلة عامين عرف خلالهما نخبة المثقفين التونسيين أنذاك وخاصة جماعة تحت السور وأصبح يوقٌع مقالاته بأمضاء مستعار أبن تومرت وكتب عنه زين العابدين السنوسي صاحب العالم الأدبي « أبن تومرت كشاعر متمرد وقد جاءنا اليوم فإذا به الروائي الكاتب ولم يكتف بذلك حتى قطع على نفسه عهدا لدينا بأن يثابر على إمداد قراء العالم الأدبي بسلسلة من الأقاصيص بين موضوعة ومترجمة « كما كتب في صحف السرور والسردوك والزهرة الخ .. وعمل في الإذاعة التونسية قبل أن يسافر الى برازافيل ليعمل في إذاعتها ومنها أنتقل الى باريس التي مات فيها في ظروف غامضة يوم 25 ديسمبر 1946 . ترك العريبي مجموعة من المخطوطات من بينها مجموعة قصصية بعنوان الرماد نشرها نادي القصة بتحقيق وتقديم محمد الهادي بن صالح ومجموعة من الرسائل نشر بعضها فتحي اللواتي ومن أشهر الأغاني التي لحنها الهادي الجويني من شعره أصبر يا قلبي المسكين وهذي غناية جديدة ولحّن له سيد شطٌا أترى تذكرينني يا فتاتي التي غنتها فتحية خيري. ويقول زين العابدين السنوسي عنه إن العريبي أمتاز في الصحافة وأبدع فيها بإدخاله أسلوب الريبورتاج وأعانه الأستاذ مصطفى بوشوشة الذي يمده بالصور الشمسية للحوادث الجارية بحيث كوّن رواجا جريدته وخلق في البلاد تشوقا لفنه وهذا أستلفت أنظار مصلحة الأخبار الإسلامية بالسفارة لتستضيفه ليلتحق بمذياع مدينة برازافيل من أفريقيا السوداء سنة 1945».