يجد كثير من الناس وخاصة من الشباب في رمضان الكريم فرصة للتوبة إلى الله ومناسبة مباركة للإقلاع عن الذنوب والمعاصي وهذه من بركات هذا الشهر . وقد فتح الله باب توبته أمام عباده الراغبين في الإنابة إليه إلى حدّ الغرغرة كيف لا وهو التواب الرحيم الغفور الودود(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )الزمر/53. ويعلنها ربنا محبته للتائبين والمنيبين والمستغفرين : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) ويقول النبي : ( إن الله عز وجل يبسط يده بالتوبة لمسيء الليل إلى النهار ولمسيء النهار إلى الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) مسلم . ويقول أيضا :( لو عملتم الخطايا حتى تبلغ السماء ثم ندمتم لتاب الله عليكم ) (بن ماجة). ليس معنى هذا دعوة إلى الانغماس في المعاصي والتعذّر بهذا الحديث وغيره لأن الله أيضا شديد العقاب : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ )الحجر/49. كما أن الله عزوجلّ يفرح بتوبة عبده فرحا عظيما وفي هذا الصدد قال النبي (الله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فانفلتت منه فآيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد آيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده عليها طعامه وشرابه فأخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك, أخطأ من شدة الفرح) مسلم . فيا من لم تحدثه نفسه بالتوبة إلى الله عجّل قبل فوات الأوان واغتنم مواسم الخير.ورمضان كالغرة المحجلة في شهور السنة ومناسبة عظيمة للفرار إلى الله تعالى والتوبة والإقلاع عن المعاصي. فإن كنت ممن يشرب الخمر فاهجرها واتركها, فإنها حرام وإن كنت ممن يأكل الربا فذره وإن كنت ممن يأخذ الرشوة فاتركها واكتف بالحلال فإنه خير لك ولأفراد أسرتك ونقّ مالك من الحرام ولا تخشَ فإن الرزاق ذا القوة المتين سيعوضك خيرا منها وإن كنت منّاعا للخير فتب إلى الله عز وجل فأطلق يديك ولا تكن عونا للشيطان يصرف الناس عن الخير وروض نفسك في هذا الشهر على المسابقة إلى الخيرات فما أجمل أن تتصف بصفات الأنبياء الذين قال الله عز وجل فيهم: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين) الأنبياء /90