بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. يمثل علي الدوعاجي واحدا من ألمع وأشهر مجموعة تحت السور التي برزت في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي وتميزت بأسلوب خاص في الحياة والكتابة ولعل خصوصية علي الدوعاجي الذي ولد سنة 1909 بمدينة تونس هي عصاميته الكاملة فهو لم يتلق أي تعليم رسمي لا في جامع الزيتونة ولا في الصادقية ولا في الخلدونية وهي المؤسسات التعليمية الأساسية التي كانت موجودة في النصف الأول من القرن العشرين. عرف الدوعاجي اليتم في سن مبكرة وتولت والدته تربيته وكان مفتونا بالمطالعة فنال نصيبا من الثقافة العامة مكنه من أن يكون واحدا من ألمع جماعة تحت السور وأصدر جريدة السرور التي عرفت بنفسها الساخر وقام بجولة شهيرة بين موانىء البحر الأبيض المتوسط نشرها على حلقات في مجلة العالم الأدبي لزين العابدين السنوسي وكان الدوعاجي بالتوازي مع كتابة القصة والمقال الأدبي والصحفي يرسم الكاريكاتير كما كتب عددا من الأغاني والأزجال التي لحنها الهادي الجويني وصالح الخميسي ومحمد التريكي والصادق ثريا . ويعد علي الدوعاجي من أوائل الذين طوّعوا اللهجة العامية ومنحوها طابعا شعريا وأدبيا وعاش علي الدوعاجي حياة بوهيمية فلم يتزوج ولم يسع لتكوين أسرة وعاش حياته للكتابة والفن وكان له نفس ساخر من كل شيء وهو الذي رثى حال الفنان والمثقف في تونس بمقطعه الشهير: عاش يتمنى في عنبة ....مات علقولو عنقود ما يسعد فنان الغلبة كان من تحت اللحود ومنذ الأربعينات لم يتغير حال الفنان والمثقف في تونس، توفي علي الدوعاجي في مستشفى الرابطة بعد أصابته بالسل في 27 ماي 1949.