بَعد تردّد كبير وجّه الإطار الفني للمنتخب الدعوة للعكايشي للمشاركة في تربص «النسور». وقد إنضمّ مُهاجم إتحاد جدّة إلى المعسكر وفي البال الحصول على فرصة كاملة لإثبات جدارته بالذهاب إلى المونديال وكسر الجليد مع معلول الذي يتحفّظ على «السلوك العام» لمحترفنا في السعودية. وقد ظهر العكايشي لبعض الوقت في لقاء البرتغال قبل أن تحدث تطورات غريبة وضجّة كبيرة نتيجة تدوينة «فايسبوكية» لمّح من خلالها إلى أنه سيكون خارج القائمة النهائية للمونديال مؤكدا شكره للإطارات الفنية قائلا بأن «الله لا يُضيع أجر المُجتهدين». ذنب اللاعب تصرّف العكايشي ساهم في توتير الأجواء وفسح المجال لحبك الكثير من الروايات وتخيّل العديد من السيناريوهات منها دخول اللّاعب في مناوشات مع مدرّبه معلول الذي كان قد أبعده سابقا بعد أن تجاوز الحدود وتطاول على عون الحرس الوطني في طريقه إلى مقر إقامة المنتخب. ولا إختلاف في أن العكايشي إختار التوقيت الخطأ للتّعبير عن حَسرته بفعل الإقصاء من المونديال وكان بوسعه أن يتفادى هذه الهفوة الإتصالية وأن يتجنّب التعليق على القرار إلى أن يتّخذ صبغة رسمية حفاظا على نَقاوة الأجواء في الفريق. مسؤولية المدرب والجامعة مَسؤولية العكايشي إزاء هذا الخطأ الإتصالي ثابتة لكن ذلك لا يحجب أبدا «تورّط» المدرب والجامعة في حدوث مثل هذه «الزّلات». فاللاعب «إنفجر» لإعتقاده الراسخ (مثل الكثيرين) بأن القائمة النهائية للمونديال محسومة في ذهن معلول ومكتوبة على ورقة الجريء منذ فترة. وساد الظنّ بأن توسيع القائمة في الرحلة الأوروبية لتشمل 29 بدل 23 هي مجرد «مسرحية» سيئة الإخراج والهدف منها ذرّ الرماد على العيون لا إشغال المنافسة كما قيل والدليل على ذلك يكمن في عدم تشريك بعض اللاعبين المدعوين لحظة واحدة في الوديات ما يَتعارض مع منطق «تكافؤ الفرص» الذي عوّضته في نظر الكثيرين «الحسابات الخَفية». حادثة العكايشي ليست بالجديدة عن منتخبنا فقد حصلت خلافات و»صِدامات» مماثلة مع الخزري والمساكني والحرباوي. وهبي رفض مصافحة «كاسبرجاك» أمّا يوسف فقد دخل في صراع مع الجامعة بسبب عقد إستشهاري في الوقت الذي شنّ فيه الحرباوي «معركة» ضارية على الطرابلسي والجريء بعد «كان» 2013.