عندما دخل السفاح الصهيوني شارون الى بيروت غازيا عام 1982 قال مزهوا بنصره : (لك يوم يا مخيم اليرموك)... كان يعلم ان اليرموك لدى الفلسطينيين هو عاصمة الشتات و»القلب النابض» للقضية ورمز للتحرير والعودة. أنشئ بعد 9 سنوات من النكبة ، على مساحة 2 كم مربع ، على بعد 8 كلم فقط من العاصمة السورية دمشق ولم تصنفه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين مخيما رسميا .. وعلى مر السنوات اصبح يؤوي مليونا و300 الف ساكن خمسهم فقط من اللاجئين والاغلبية من فقراء السوريين. وتحول الى معقل للتنظيمات الفلسطينية العديدة والمتناحرة ولعب دورا كبيرا في معارضة سياسات حافظ الاسد في الحرب الاهلية االلبنانية خاصة في مخيم تل الزعتر. وجاء اليوم الذي توعد به شارون عندما وصل الربيع العربي الى سوريا في مارس 2011. اتخذ قرار باقتحام المخيم بطلب مباشر من وزيرة الخارجية الامريكية انذاك هيلاري كلينتون في اجتماع عقد في جنيف في 6 ديسمبر 2012 مع قيادات( المجلس الوطني السوري) منهم برهان غليون وجورج صبرة وبسمة قضماني.وحسب ما نشرته وسائل اعلام غربية قال غليون لكلينتون ( ان الثوار لا يستطيعون الدخول بطريقة فعالة ومجدية للعاصمة دمشق الا عن طريق مخيم اليرموك غير انهم يخشون من ردة فعل الشارع العربي بسبب حساسية القضية الفلسطينية) فسارعت كلينتون بالرد « اذا كان دخول دمشق يتوقف على دخول المخيم فادخلوه وسيتفهم الراي العام هذه الضرورات المؤقتة» .. وتم بحث الاقتحام مع عدد من السفراء الغربيين في باريس الذين قدموا وعودا لم يلتزموا بها ما عدا السويد التي استقبلت 25 الف لاجئ من المخيم.اما الدعم المالي فلم تبخل به قطر والسعودية...وتمت السيطرة في شهر ديسمبر عام 2012 عن طريق فصائل عدة منها «الجيش الحر» و»النصرة» وكتيبة»اكناف بيت المقدس» التي اتهمت حماس بدعمها ومشاركتها في القتال وفصائل اخرى جرى توحيدها تحت مسمى الرابطة الاسلامية.كما تمت السيطرة على البلدات المجاورة مثل بيت سحم ويلدا وبابيلا واحياء الحجر الاسود والتضامن وضاحية القدم...وفي مطلع أفريل 2015، سيطرت داعش وجبهة النصرة على معظم أحياء اليرموك ولم يبق فيه سوى 3 الاف مدني حاولت القوات الحكومية في ديسمبر 2012 استعادة المنطقة ولم تكمل ذلك حيث ابقت على حصار المخيم وانصرفت للقتال في جبهات اخرى. ثم جاء يوم اخر..فبعد سيطرة الدولة على الغوطة الشرقية عادت لشن حملتها الواسعة ضد الحجر الاسود واليرموك..وبالتوازي نجحت في اخراج المسلحين دون قتال من البلدات المجاورة... واستعادت السيطرة على اليرموك والحجر الاسود .. لكن شارون لم ير المخيم.. وحتى جنوده الذين نبشوا مقبرة الشهداء بحثا عن رفات 3 من رفاقهم قتلوا في لبنان عام 1982 لم يروا لقتلاهم اثرا.