توزر (وات)- مازال الجامع الكبير ببلاد الحضر من ولاية توزر قبلة لمحبي ومستكشفي الآثار فهو يجلب اهتمام الزائر لا لروعة معماره فقط إنما لبساطته فقد شيد بالحجارة والطين وغلفت جدرانه من الداخل والخارج وأرضيته بالآجر التقليدي وبنيت أسقفه من خشب النخيل ويحتوي على حوالي 43 عمودا بنيت من الآجر التقليدي. ويعد الجامع الكبير ببلاد الحضر أقدم معلم تاريخي بمنطقة الجريد بني على أنقاض كنيسة وشيد المحراب حسب نقيشة محفورة داخله موجودة حتى الآن سنة 570 هجري مما يدل على عراقته وعلى عراقة بلاد الجريد كمركز إسلامي منذ الفتح الإسلامي ومن هنا جاءت أهمية هذا المعلم الإسلامي الذي كان وجهة للعلماء والمتعلمين. ويمثل الجامع تحفة معمارية مميزة بصومعته و قبابه الأربعة على شاكلة جامع عقبة بن نافع بالقيروان .وتبين العديد من الصور القديمة ما كان يلعبه الجامع من دور اجتماعي واقتصادي حيث كانت تجتمع حوله قوافل التجارة القادمة من الشمال ومن الجنوب (البلدان الافريقية أساسا). وكان للجامع دورا في اغناء الحركة الثقافية والفكرية التي من ابرز أعلامها أبو زكرياء يحيي الشقراطسي صاحب "القصيدة الشقراطسية في مدح خير البرية" وأبو علي عمر بن منصور بن ابراهيم صاحب رائية: خير البلاد لمن أتاها توزر يا حبذا ذاك الجنان الأخضر. ويأمل أهالي المنطقة والمهتمون بالشأن الفكري من أبناء الولاية أن يستعيد الجامع مكانته ودوره لذلك تم خلال شهر رمضان الحالي إعداد برنامج له صلة بالجامع يتضمن مسابقة في حفظ القرآن الكريم للأطفال ومسابقة قرآنية لبقية الأعمار إلى جانب إحياء غزوة بدر والبرنامج الديني الذي يمتد طيلة الشهر الكريم.