ضَبط معلول القائمة المُونديالية وبالنظر في لائحة العناصر التي ستحمل الآمال التونسية في ملاعب روسيا قد نخرج بثلاث ملاحظات أساسية وهي حضور الاستحقاق وإعتماد «التوافق» مع التورّط في «الإقصاء». عنصر الإستحقاق تُثبته الدعوات المُوجّهة لفيلق من اللاعبين الذي طرقوا باب المنتخب ب»عرق الجبين» مؤكدين أنهم الأفضل لتمثيل «النسور» في المونديال وتضمّ قائمة «الكوارجية» الذين قد يحصل حَولهم الإجماع في صفوف المحبين والمتابعين حسان وبن مصطفى والنقاز ومرياح ومعلول والحدادي والسخيري وبن عمر وساسي والبدري والسليتي وخليفة والخزري... وغيرهم. لُعبة التوازنات لئن كانت الغالبية الساحة ل «الكوارجية» المدعوين من أصحاب الكفاءات والمهارات التي تُخوّل لهم تمثيل تونس في المونديال فإن اللائحة التي وضعها معلول بالشراكة مع الجريء لم تخل من المجاملات ومراعاة التوازنات وهذا الأمر يتأكد من خلال دعوة ثلة من اللاعبين الذين شارفت مسيراتهم على النهايات أوأيضا أولئك الحاضرين بالغياب في الوديات والرسميات. أمّا لُعبة التوازنات فإنّها تكمن في الحرص على تواجد لاعبين من كافة الأندية الكبيرة وهذا الإجراء قد يعكس أهمية المُنتجات الكروية ل»البيغ فور» لكنّه لا يُخفي كذلك رغبة الجامعة ومدرب المنتخب في كسب ودّ الجماهير العريضة للترجي والنجم والإفريقي و»السي .آس .آس» وعدم «إغضاب» أيّ واحد منهم. «التوافق» كلمة السر من الواضح أن رئيس الجامعة ومدرب المنتخب تأثّرا كثيرا بمخالطة السياسيين وبالمشهد التونسي القائم على ما يسمّى بسياسة التوافق بين «الشيخين» اللّذين لجأ وديع لأحدهما ذات يوم ل»نُصرته» على طارق ذياب. وقد ساد الإعتقاد بأن عدة أسماء دولية وقع ترسيمها في القائمة المونديالية بفضل «التوافق» الموجود بين معلول والجريء الذي إعترف المشرف على لجنة التعيينات جمال بركات بأنه «يُصادق» على تعيينات الحكام. فكيف لا يتدخل إذا في قائمات اللاعبين وحتى في التشكيلات؟ سياسة الإقصاء قائمتنا المونديالية خلّفت جملة من الإستفسارات بشأن بعض الأسماء التي قد تكون تعرضت بطريقة ذكية إلى الإقصاء كما هو شأن الحرباوي والعكايشي الذي هاج وماج في الرحلة الأوروبية الأخيرة بعد أن إكتشف بأن تأشيرة «موسكو» لا تُسند حسب الجاهزية والجدية فحسب بل أنها مشروطة أيضا ب»الولاء» للإطارات الإدارية والتدريبية. البعض قد يربط إبعاد العكايشي بإختلافاته المعروفة مع معلول وتَظنّ الجهات نفسها أن التخلي عن الحرباوي وهو الهدّاف الطائر في الدوري البلجيكي يدخل بدوره في نطاق تصفية الحسابات بما أن اللاعب كان قد كشف المستور وفضح آنذاك الجامعة والمدرب سامي الطرابلسي قبل أن يقع «العَفو» عنه في مرحلة موالية دون أن تسقط تلك الذكرى السيئة ب»التقادم». وفي السياق نفسه يذهب البعض أيضا إلى التأكيد بأن تجاهل عبد النور (وإن كان ليس في أفضل حالاته) يندرج كذلك في سياسة الإقصاء التي مَارستها الجامعة تُجاه بعض الأسماء بالتنسيق طبعا مع المدرب. وبَعيدا عن الإختلافات والتوافقات حول قائمتنا المونديالية نعتقد أن العبرة بالنتيجة: أي أن الحصيلة التونسية في نهائيات روسيا ستكون المقياس الوحيد لإصدار أحكام قَطعية بشأن الخيارات البشرية والتوجهات الفنية.