لم ينس بعد التونسيون فاجعة غرق 80 شابا سنة 2012 في مركب للحرقة ليتكرر السيناريو يوم 3جوان وتفقد تونس مجددا اكثر من 120 شابا في مركب بجزيرة قرقنة ليصل عدد الأموات والمفقودين 280 تونسيا في أربع سنوات... تونس الشروق: «الشروق» تُحقق في عربدة مافيا قوارب الموت في خمس ولايات وسيطرتها على مسالك بحرية بمساعدة شبكة من الامنيين مما تسبب في هلاك 280 تونسيا... سنة 2012 تم الاعلان عن موت 80 تونسيا في قارب «حرقة» بالقرب من شاطئ جزيرة لامبادوزا الإيطالية هذا بالاضافة الى فقدان 20 آخرين لم يتم بعد العثور عليهم الى حد اليوم مما جعل عائلاتهم تنظم وقفات احتجاجية طيلة هذه السنوات للمطالبة بالبحث عن ابنائهم الذين تبين انهم لقوا حتفهم مع بقية «الحارقين». أما في سنة 2016 فقد تم الاعلان عن موت 16 شابا لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة في مركب للحرقة وبعد فتح تحقيق تبين ان الضحايا أصيلي مدينة بن قردان الحدودية من ولاية مدنين قاموا بالإبحار خلسة بمساعده احد المهربين وعنصر ليبي وبعد أشهر تم ايضا سنة 2017 انتشال جثث 38 شابا من متساكني بئر علي بن خليفة وبئر الحفي ومناطق أخرى كانوا بدورهم يخططون «للحرقة». الفاجعة يوم 3 جوان 2017 تم الاعلان رسميا عن غرق مركب كان يقل حوالي 200 تونسيا تم انقاذ 68 فقط منهم وانتشال 48 جثة فيما تتواصل عمليات البحث عن باقي الجثث ليصل عدد الضحايا مبدئيا 126 ضحية فيما العدد قابل للارتفاع حيث تبيّن ان العدد أكثر من الرقم الذي تم تداوله اعتمادا على شهادة احد الناجين ليصل عدد ضحايا التونسيين من آفة «الحرقة» في السنوات الأربعة الى 280 ضحية. القوارب أثبت التحقيقات أن من أبرز أسباب غرق «الحارقين» في المياه هو استعمال منظمي رحلات «الحرقة» لقوارب غير صالحة للإبحار والتي تبين انه يتم صنعها ليلا في ولاية المهدية من قبل عناصر تابعة لمنظمي الهجرة الغير شرعية وعن تفاصيل هذه الجريمة أكّد مصدرنا ان وحدات أمنية كشفت عن وجود شبكة من السماسرة تقوم بشراء قوارب تصنع في الرجيش وشربان وسيدي علوان والسواسي. كما تبين انه إثر صناعة هذه القوارب في ولاية المهدية يتم توزيعها ليلا في خمس ولايات على غرار كل من صفاقسومدنين وبنزرت ونابل ويتم إخفاء المئات منها داخل مخازن في مناطق الرجيش والسواسي وسيدي علوان. الرخص تنتشر في ولايات صفاقسومدنين والمهدية وبنزرت ونابل 2000 قارب بلا رخصة ويتم استعمالهم في عملية الحرقة ويتم بيع القارب الواحد حسب حجمه ونوعية المواد المستعملة في صناعته وطاقة استيعابه بمبالغ تترواح ما بين 50 و80 ألف دينار وتتم عمليات الصنع في «مناشر» بالقرب من الموانئ ويتم جلب البضاعة من الجم والقيروان وسوسة والمنستير. المخطط في المجلس الوزاري الذي التأم في أكتوبر الفارط بين رئيس الحكومة والقيادات الامنية والعسكرية إثر حادثة تصدي وحدات عسكرية بحرية لقارب يضم تونسيين كانوا يخططون «للحرقة» تم ابلاغ الشاهد بتعطيل 6 بوارج أمنية وردارات مراقبة في جزيرة قرقنة فأذن رئيس الحكومة بإصلاحها تصديا لمافيا الاتجار بالبشر وبعث مجمع أمني في جزيرة قرقنة ولكن تبين اثر اجتماع امس الذي جمع نفس الأطراف بانه لم يتم تنفيذ القرارت الفارطة. كما علمت «الشروق» من مصدر مطلع ان عملية تعطيل البواخر والردارت تم عبر مراحل وبفعل فاعل مما ساعد مافيا الحرقة على تهريب «الحارقين» عبر بحر جزيرة قرقنة التي تعاني بدورها فراغا أمنيا بسبب احداث بتروفاك. الرد وأكّد مصدر أمني من المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية «للشروق» انه تم فعلا اعلام المؤسسة الامنية بوجود عطل في رادارين و6 بوارج ورادار ثالث على مستوى جزيرة قرقنة هذا بالاضافة الى عدم تفعيل مجمع أمني في الجزيرة بسببب صعوبات لوجستية وأمنية وتم ارسال تعزيزات أمنية لولاية صفاقس لمواصلة عمليات البحث عن المفقودين مؤكدا انه في الاسبوعين الفارطين تم منع ما يقارب 490 تونسيا من اجتياز البحر عبر قرقنة و410 آخرين من باقي الولايات. سنة 2012: غرق 80 تونسيا وفقدان عشرين سنة 2016: غرق 16 شابا من بن قردان سنة 2017: غرق 38 تونسيا سنة 2018: 126 قتيلا ومفقودا «الشروق» تنشر أسماء عناصر من مافيا القوارب التي تصنعها وتبيعها بوثائق مزورة باسم وثيقة «الكونجي» وهي وثيقة تتعلق بهوية القارب: عدد القوارب بوثائق مزورة: 2000 محمد «س»: سيدي منصور أمين «ع»: مهدية (السواسي ) قاسم «ش.ا»: مهدية ( المدينة ) محمد طه «ع» : صفاقس ( قرقنة ) ولد حمد «ا»: ڤبلي ( المدينة ) بين سلطنية وسيدي منصور والعوابد : 7 مناشر لصنع قوارب مشبوهة