يجب على المسلم أن لا يقنع من أفعال الخير وأعمال الصالحات و يحرص دائمًا على المزيد من الخيرات مستجيبا لقول الله تعالى ﴿وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ (البقرة 197) وقوله تعالى ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران 133) وقال تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ﴾ (البقرة 148) وقال ﴿أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ (المؤمنون 61). أنّ المسلم لا يقنع بالطاعة القليلة فهذه قناعة مذمومة وغير محمودة. يجب أن لا يكتفي المسلم بالفروض التي فرضها الله عليه كالخمس الصلوات التي فرضها الله عليه ولكن يجتهد أن يصلّي الرواتب والنوافل والضحى والقيام والتهجد... عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يقوم اللّيل حتّى تتفطر قدماه فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال أفلا أكون عبدا شكورا. (متفق عليه). كما أنّ المسلم لا يقنع بصوم شهر رمضان ولكنّه يجتهد ما استطاع في صوم الاثنين والخميس من كلّ أسبوع وثلاثة أيّام من كلّ شهر والأيّام الشريفات كيوم عرفة وعاشوراء وغيرها حتى تكون له زادا يوم القيامة كما أنّه يجتهد في إخراج الزكاة في وقتها ويتصدّق من مال الله الذي آتاه في كلّ وقت وحين، والمسلم يحرص أن يؤدّي فريضة الحجّ قبل كلّ شيء ثمّ إذا كان ميسورا يعتمر ما استطاع ففي ذلك خير كثير، فالمسلم يجتهد دائما في الاستجابة لأوامر الله ويبتعد عن نواهيه، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال 24) وقال تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾ (الشورى 47). والقناعة في طلب العلم مظهر من مظاهر التخلّف فلا يكتفي المسلم بما يتلقاه من معلومات في الدّراسة للتحصّل على شهادة علمية، ولكن يتعلّم العلوم الشرعية حتّى يعلم ما هو حرام فيجتنبه وما هو حلال فيأتيه ...ولا يقتصر على ذلك ولكن يتعلّم العلوم الأخرى حتّى ينفع بها نفسه ويساهم في تقدّم بلاده، والمسلم يحرص دائما على أن يسارع في كلّ الأعمال التي ترضي ربّ العالمين من برّ الوالدين، وصلة الأرحام، وزيارة المريض، ومواساة الفقير ومسح على رأس اليتيم... قال تعالى: ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (المطففين 26) وقال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ (الواقعة 10).