مكة المكرمة لا تباع و لا تشترى - مقال عن كاتب مصري يدعو لإنشاء "كعبة" في سيناء ؟ !؟-
هند الهاروني-تونس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين تونس في 28 ربيع الأول 1431-15 مارس 2010، هذا ما ورد في موقع الإسلام اليوم و تناقلته جهات إخبارية :
كاتب مصري يدعو لتحويل الحجّ إلى سيناء الثلاثاء 23 ربيع الأول 1431 الموافق 09 مارس 2010 القاهرة/ الإسلام اليوم
دعا كاتب مصري حكومة بلاده إلى إنشاء كعبة بسيناء لجميع الأديان ليحجَّ إليها الناس من جميع الملل والنحل من شتى بلاد العالم، وطوال العام، حتى يتم قطع السبيل على بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، حسب وصفه.
حيث زعم الكاتب سيد القمني، الذي دأب على إطلاق كتابات تنال من الإسلام وعقيدته وقِيمه خلال حوار صحفي، أن مقترحه سوف يدر على الخزينة المصرية نحو 30 مليار جنيه سنويًّا. وكان القمني قد قال في وقت سابق: إن العالم بات يحتقرنا بسبب الإسلام، وزعم أن الدعوة إلى الإسلام انتهت بموت النبي "صلى الله عليه وسلم"، مدلِّلًا على ذلك بالآية الكريمة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، على حد جهله)".http://islamtoday.net/albasheer/artshow-12-128999.htm : كما أن الرابط يعطي فكرة عن الكاتب و تهجمه على الإسلام، فما هو رد الحكومة المصرية على مثل هذه التجاوزات الشنيعة و ما مدى استجابتها لصوت جامعة الأزهر و كل الأصوات المطالبة بوضع حد لهذا الكاتب على تجرئه على الإسلام و خصوصا دعوته هذه و هي آخر ما صدر في القرن ال 21؟. لا تحويل لبيت الله و لا استراق لقداسته أي رمز قوته ثم إن للبيت رب يحميه. إن المشروع الاقتصادي يسمى مشروعا اقتصاديا و لا يتعداه إلى أيّة قدسية أو احتكار و تنافس و متاجرة بتوظيف الإسلام و شعائره – الغاية لا تبرر الوسيلة و المال الحلال يبارك الله فيه أما الحرام فيذهب "هباء منثورا". لو وقع اعتماد الاقتصاد الإسلامي لما وصل حال بلدان عديدة إلى ما هي عليه الآن من تدهور و لا علاقة بأفكار غريبة لتبديل للإسلام للحصول على "ثمن قليل" ... التمويل له قواعده و أصوله و المشاريع الاقتصادية لها آلياتها و سياستها المتبعة و على سبيل المثال فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أقامت أضخم مشروع اقتصادي في دبي و يستقطب بلدانا عديدة و له وزنه على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي و لم نسمع عن أحد لجأ إلى الادعاء بأساليب كتلك التي حدث الكاتب المصري نفسه بها و هي كلمات ما أتى الله بها من سلطان، ثم إن فرنسا وجدت في اعتماد آلية النظام المصرفي المالي الإسلامي مخرجا لها في ظرف الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية ... قال الله تعلى :"وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)". البقرة. و قال عز و جل :" وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(115)".الأنعام ثم إن الحق يقول :"أن أصلح ما يجب عليك إصلاحه لا أن أفسد ما هو صالح و ابلغ درجات من العلم لتتقدم و تتفوق هذا هو الطريق القويم حتى لا يصيبك العجز فتلجأ إلى أساليب مرفوضة " لا حماية للمسجد الأقصى و بين الحين و الآخر تقوم الجماعات اليهودية المتطرفة بإيعاز من الصهاينة بمحاولة اقتحام بوابات المسجد الأقصى و الكاتب المصري يتخيل أوهاما كثيرة و آخر ما صدر منها هو دعوته لحكومته بتحويل وجهة "مكةالمكرمة" إلى سيناء من أجل المال ،ما هذه الفضاعة ؟. كما قال صلى الله عليه و سلم في آخر لحظات وفاته :" أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ماعند الله ، فاختار ما عند الله)و هذا العبد هو أعظم خلق الله منزلة، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم،لأن ما عند الله هو خير و أبقى. قبل وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ،كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل :"اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي و رضيتُ لكم الإسلامَ دينا(3)".المائدة. و لمن يتناسى الحقيقة فهذا تذكير له بأن الله حي لا يموت و رسالته باقية إلى ما شاء سبحانه. و الويل كل الويل لمن يؤوّل آيات الله حسب هواه و مصالحه و مشاريعه الدنياوية و يخرج كلام الله و رسوله من سياقه استجابة لعبودية المادة و المال. فعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو له أهل ثم يقول (من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار...) وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله فكأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). قال الله تعالى :"بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ(18)".الأنبياء إن الله يأمرنا باحترام بيته المقدس الكعبة المشرفة و الدفاع عنه واعتماده قبلة أمتنا المسلمة وأداء العمرة و الحج فيه، في مكةالمكرمة بالذات، أرض الرسالة و النبوة و الإسلام و كما سماها الله عز وجل في القرآن الكريم "بكّة" و "أمّ القرى" و في المدينةالمنورة مسجد نبينا محمد و نذكر أيضا قبور الصحابة رضوان الله عليهم و البقيع و الصفا و المروى و جبل عرفات الذي لا يتم الحج بدون أداء هذا المنسك بالطلوع إليه و غيرها من الأدلة ... .كما أنا مطالبون أيضا بالدفاع و الآن أكثر من أي وقت مضى عن حرمة المسجد الأقصى المبارك و بيت المقدس و هو واجب كل مسلم حقيقي يكن النية الصادقة نحو خالقه و خاتم أنبيائه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لا يتطاول على الذات الإلهية التي منت عليه بالخلق و التمتع بخيرات هذه الدنيا و يتنكر لما لله من حق عليه لمآرب شخصية. ثم إنه في الوقت الذي يدعو فيه الأحرار و الأوفياء لقضايا الأمة إلى احترام مقدساتنا و الذود عن حرمتها و يبلغ فيه الصهاينة أوج غطرستهم و تفننهم في إجرامهم و تهجمهم على المسجد الأقصى باختلاق أساطير واهية لا تمت لله و لا لأنبيائه و لا للمسلمين و لا حتى للمسيحيين أو غيرهم و لا لبعض اليهود الرافضين لسياسة الصهاينة المزيفة بأية صلة هذا الكيان الغاصب و المهود لكل شئ في فلسطين و غيرها من الأماكن على هذه اليابسة، خرج كاتب مصري "يدعو" و في واقع الأمر فإنه يدعو إلى لا شئ لأن إي إنسان عاقل لا ينتابه هوس كهذا و يرى فيه تباهيا بأن يدعو إليه فهو وهم و خيال و سراب، الكاتب يجب أن يكون دائما له خط مستقيم يعالج قضايا الأمة و الإنسانية بكل موضوعية و في ظل الارتقاء الإيجابي ضمن نسق تصاعدي من أسفل إلى أعلى و ليس العكس لأن العلم يرفع من شأن البشر و يزيدهم إيمانا بالله و قربا منه لا محاربة لما ارتضاه الله و خاتم أنبيائه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لنا في هذه الدنيا... . يقول الفاروق سيدنا عمر رضي الله عنه"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".فمن ضاقت به الدنيا و ما رحبت ليس له الحق أن يحاول "استغلال " الإسلام . الأقصى مهدد و الكاتب يدعو إلى تحويل مكة إلى سيناء ؟ا... لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و الصهاينة بيتوا على هدم الأقصى بحفرياتهم و قد سبق لإعلامهم أن أعلن عن ذلك بدعوى "الهيكل الإبراهيمي المزعوم"و بأن ذلك سوفيحصل في الثلاثاء 16 من الشهر الجاري أي يوم غد، حسب زعمهم. الله واحد و الكعبة واحدة و هي بيت الله دعانا إلى زيارته فلا تغيير و لا تحويل و لا تزييف من أي كان لإرادة الخالق إلى أن يرث الله وحده دون سواه الأرض و من و ما عليها... و من يسعى إلى غير ذلك فإنه لن يضر الله شيئا، خلقنا ليبلونا "أيكم أحسن عملا" و قال جل جلاله:"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)".الشمس ثم إن الأدب مع الله مطلوب فحتى من كان لا يؤمن بالله و بالإسلام دينا عليه ألا يجعل من الدين ورقة على قياسه و يستنبط كما يريد و يشتهي و يخضعه إلى ما يسعى إلى بلوغه في هذه الدنيا الفانية .لو كان عنده ما يثبت به قدراته دون التعرض إلى الدين و تغيير معانيه فليقدمه و يظهرإلى العالم إن كان يبلغ درجة التفوق. لا "استنساخ" للإسلام ... ليس مرادف خالف تعرف، بشوّه تستغنى و تشتهر. نقول بالعامية التونسية :"حكاية ما عندها لا رأس و لا ساس".
و القبلة هي الأرض التي بُنِيَت عليها الكعبة المشرفة الواقعة في وسط المسجد الحرام الواقع في مكةالمكرمة ، و هي تقع حِيَالَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ الواقع في السماء . المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين و مسرى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و مصلى الأنبياء جميعا عليهم السلام. إن الأمر لا يتعلق بملعب لكرة القدم أو نزل أو قاعة تقام فيها حفلات أو ملهى ليلي أو مركز تجاري أو سوق أو بنك أو أي مشروع اقتصادي لكي يدعو هذا الكاتب إلى نقلها من مكانها و نسخها لإعادة إنشائها في سيناء و تحويل وجهة المسلمين من نقطة معينة و مقدسة اختارها الخالق ليعتمر فيها الناس و يحجون إليها... فالمطلوب لإنعاش الاقتصاد التدبر بالقيام بإدارة محكمة للمشاريع المراد إقامتها بالاجتهاد أكثر خصوصا إذا كانت السياحة أساس دخل بلد ما و ليس بالسماح لبدع يطلقها أي شخص من هنا أو من هناك يسعى من خلالها كما هو الحال بالنسبة لهذا الكاتب بتحويل الوجهات و استغلال خصوصية الكعبة الشريفة ضنا منه أن له شرعية المزاحمة و المنافسة للمملكة العربية السعودية، مكةالمكرمة ليست مشروعا ماديا دنياويا يتنافس عليه بهذا المعنى. إنه من التطاول على الخالق نسيان مكانة المخلوق و حدوده و التدخل في ما للخالق دون المخلوق. و هذا الأمر يدعونا إلى تذكر عدد من آيات الله البينات حسب الترتيب القرآني للسور: سورة البقرة : "وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ(41)". البقرة "وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42)". البقرة "مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴿98﴾ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ ﴿99﴾". البقرة
سورة سبأ : "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(48) قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ(49) ". سبأ سورة الشورى : "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(24)". الشورى سورة محمد : "ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)".محمد سورة الفتح : "يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ" (11)". الفتح "وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)". الفتح سورة الصف : "يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(9)". الصف لا تحويل للوجهة و لا مس بالتفرد و الخصوصية ففي التعميم محاولة لطمس سر إلهي خاص...أي محاولة تفريغه من قيمته الأصلية و استهلاك ماهيته لأغراض بشرية غير مسموح بها شرعا : ليست بحلال. الله واحد و الكعبة واحدة و هي بيت الله و هو رب البيت فلا تغيير و لا تحويل و لا تزييف بأي أسلوب كان و من أي كان وحسبنا الله و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
