زعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ان ايران عازمة على تدمير بلاده عبر امتلاك اسلحة نووية وذلك خلال جولته الاوروبية التي يسعى من خلالها الى حشد مواقف مناوئة لإيران. باريس (وكالات) وقال نتنياهو في تصريحات نقلت بالفيديو من باريس، ثاني محطة في جولته الأوروبية "قبل يومين أعلن آية الله خامنئي، زعيم إيران، عزمه على تدمير دولة إسرائيل. وأمس قال كيف سيفعل ذلك عن طريق التخصيب بلا حدود من أجل إنتاج ترسانة من القنابل النووية. لم يفاجئنا الأمر ولن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية". وجاء تصريح نتنياهو ردا على تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي امس الثلاثاء الذي قال فيها إن إيران بدأت العمل على البنية التحتية لبناء أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة نطنز. وأضاف بمؤتمر صحفي بطهران أن أنشطة إيران النووية ستبقى ضمن إطار الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع قوى عالمية عام 2015، وذكر أن إيران طورت البنية التحتية لتوليد الكهرباء في نطنز. وجاءت تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية في أعقاب ما سمته وكالة تسنيم الإيرانية "إيعاز سماحة قائد الثورة الإسلامية للبدء باتخاذ الترتيبات اللازمة لاستئناف الأنشطة النووية". واستهل صالحي مؤتمره الصحفي بالقول: "سنشير إلى بعض الأصول والمبادئ، أولاً الالتزام بالوعود فنحن نلتزم بالإيفاء بوعودنا، كنا في منظمة الطاقة الذرية ملتزمين بوعودنا". وأضاف: "قبل الاتفاق النووي التزمنا بتطبيق اتفاقية الضمانات وبعد الاتفاق النووي التزمنا بالبروتوكول الإضافي وبالاتفاق النووي". أما المبدأ الثاني فقال إن "أنشطتنا سلمية تستند إلى فتاوى سماحة قائد الثورة الإسلامية"، وعن المبدإ الثالث قال: "تحظى أهمية الصناعة النووية في البلاد بهدفين اثنين أولاً تأمين الوقود النووي والثاني تأمين الوقود النظيف، أما المبدأ الرابع فأكد أنه "لا يمكن الجمع في آن واحد بين فرض العقوبات والاتفاق النووي". واضاف صالحي: "التكنولوجيا النووية بطبيعتها هي تكنولوجيا مزدوجة، هذه التكنولوجيا من وجهة نظر الرأي العام تتمتع بمقدرات ولها فوائد مزدوجة، سلمية وغير سلمية وإيران تسعى للاستفادة من الجانب السلمي". ووواصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو امس في باريس حملته سعياً لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران، في المحطة الثانية من جولة أوروبية يقوم بها بعد ثلاثة أسابيع على مواجهات دامية في غزة. وحدد نتنياهو هدفه منذ اليوم الأول من جولته اول امس في برلين إذ حذر المستشارة أنغيلا ميركل بأن بلادها ستشهد موجة جديدة من اللاجئين السوريين في حال عدم اتخاذ أي خطوات لاحتواء نفوذ طهران المتزايد في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يؤكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره لنتنياهو على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني الذي يشكل رغم ثغراته برأي الأوروبيين الحاجز الوحيد لمنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وبموجب هذا الاتفاق الموقع في 2015 والذي خرجت منه الولاياتالمتحدة في 8 ماي الماضي في خطوة كان لها وقع صدمة في العالم، تتخلى إيران عن أي طموحات نووية عسكرية لقاء تخفيف العقوبات الدولية التي تشل اقتصادها. ويؤكد نتنياهو أن الاتفاق لن يمنع إيران من حيازة القنبلة الذرية وهو يساعدها من خلال دعم اقتصادها على تمويل سياستها التوسعية في المنطقة بما يشمل سوريا ولبنان والعراق على حساب أمن الكيان الصهيوني، وهو ما يلتقي مع الموقف الأمريكي. رأي خبير المحلل السياسي نضال سعيد السبع: " المعارضة الأوروبية لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، سببها أن الأوروبيين حصلوا على عقود مالية ضخمة من إيران، بالتالي لا مصلحة لهم بإلغاء الاتفاق، ولكن بنفس الوقت علينا أن لا نتوقع أي انفصال أو تباين وانشقاق بالمواقف بين الأوروبيين والولاياتالمتحدة وإسرائيل، خاصة أنهم على تعاون وتنسيق أمني وسياسي وعسكري".