أمين قارة نجم التهريج أتابع منذ فترة طويلة أمين قارة على موجات إذاعة موزاييك وعلى شاشتي حَنبعل والتاسعة وما لاحظته أن هذا الشاب الطموح لم يتطور وظل حبيس نفس الكليشيهات التي يعتقد أنها تضحك الجمهور في حين لا تتعدى أشكالا من التهريج ومن الإساءة أحيانا الى ضيوفه ومستمعيه. لا يفرق أمين قارة بين ما يقال وما لا يقال وفي الحقيقة برنامجه على التاسعة سقط في الضحالة والابتذال باسم الهزل والضحك. ولم نر فيها شيئا يمكن أن يكون موضوعا للإضحاك اللهم الضحك على الذقون أمين قارة يحتاج إلى وقفة لمراجعة تجربته فبإمكانه تقديم الأفضل لو تخلص من الكليشيهات التي تجمعه مع « شلته « الغواصة ...الرعب الكاميرا الخفية لم يبتدعها التونسيون ولا العرب وهدفها الأساسي هو رصد ردود فعل المواطن في حالة لم يتوقعها لخلق موقف من المرح والنكتة ولذلك نجحت مع رؤوف كوكة في التسعينيات . ما نراه اليوم في سلسلة الغواصة مثلا هو أقرب الى الرعب منه الى الكاميرا الخفية التي عرفناها طيلة سنوات وشدت المشاهدين.الغواصة ليست أكثر من سلسلة لبث الرعب ولا يمكن أن يتحول « ارهاب « الناس الى عمل هزلي. منور المدني ...سماحة الاسلام أعرف منور المداني منذ حوالي ثلاثين عاما ورغم السنوات لم يتغير في تعلقه بإسلام التسامح وهو سليل الأسرة الصوفية في جهة الساحل .البرنامج الذي يقدمه على قناة تونسنا من أهم البرامج الدينية خلال الشهر الكريم وميزة هذه السلسلة من الحلقات أنها تتحدث عن إسلام معاصر وليس الاسلام الوهابي الذي يقف عند وَيْل للمصلين ولا يهتم بالقراءة التاريخية لأسباب النزول ولمقاصد القرآن الكريم . الغياب يمكن اعتبار القناة الأولى خلال الشهر الكريم الأكثر غيابا في بيوت التونسيين لضحالة برامجها وخاصة لغياب مسلسل يمكن أن يشد التونسيين. فمنذ أواخر الثمانينيات لم تتخل التلفزة الوطنية عن انتاج مسلسل على الأقل أو مسلسلين مع كاميرا خفية وفوازير وسيتكوم أو اثنين وحدث هذا طيلة سنوات رغم تواضع الإمكانيات المالية. ففي سنة 2018 لم تنتج مؤسسة التلفزة الوطنية بقناتيها أي عمل لا درامي ولا كوميدي. وهي فضيحة غير مسبوقة كان يفترض محاسبة المسؤولين عنها والمتورطين فيها . كلمة خير يقدم الشاعر الليبي المقيم في تونس معاوية الصويعي برنامجا يوميا قصيرا على قناة ليبيا 24 التي يتابعها عدد كبير من الليبيين والتونسيين خاصة في الجنوب التونسي هذا البرنامج يقدم خلاله الصويعي في كل حلقة موضوعا يتعلق بليبيا وبالمغرب العربي ككل مثل ثقافة الواحات والمخاطر التي تهدد التمور والأراضي الخصبة التي يتم التفويت فيها للخليجيين وخاصة القطريين والثروة السمكية والمعمار والموسيقى والأدب ...برنامج شامل في بعض دقائق يفتح من خلاله الصويعي نافذة على الثقافة المغاربية.و أتساءل لماذا لم نر أي مثقف تونسي على أي قناة تونسية خلال الشهر الكريم لا منتجا ولا مقدما ولا ضيفا !