فاميليا لول : درس البساطة استطاع سيتكوم « فاميليا لول « أن ينال استحسان المشاهد التونسي، إذ تلمس تناغما واشتغالا كبيرين مع الممثلين في اعداد المشاهد. ويتجسد ذلك في التجاوب القائم بين الشخصيات وحركة الكاميرا بالإضافة إلى الرؤية الاخراجية الواضحة والكاستينغ الجيد فضلا على أن هذا العمل الذي أنتج منذ 3 سنوات، ظل صالحا لهذا الزمن وكأنه أنتج هذا العام. وهنا نتساءل لماذا انتظرت التلفزة كل هذه السنوات لتبث «فاميليا لوول»؟ ميقالو وكريم الغربي والإفلاس كوميديا خيبت سلسلة «دنيا أخرى» الآمال وسقط أغلب الممثلين في الاجترار والابتذال. فكشفوا عن قصر أنفاسهم في الإقناع وتقديم الأفضل. من ذلك كريم الغربي الذي تبين أنه أفلس حقيقة وسقط في التهريج والسّذاجة. والكوميدي وسيم الحريصي «ميقالو» الذي اختار شخصية ليست على مقاسه أساءت إلى اسمه أكثر من تحقيق الإضافة. فهذا العمل شرعت في بثّه فضائية الحوار التونسي خلال رمضان الماضي وكان فسحة هزلية لكنه بدل أن يتطور سقط في الإفلاس والابتذال واجترار نفس كليشيهات التهريج الركيكة. «ضحكة رمضان» على حنبعل الكاميرا الخفية على حنبعل، فكرة وإخراج ماجد المناعي، جاءت لتؤكد مرة أخرى أن الكاميرا كاشي ببلادنا باتت تواجه أزمة خلق و إبداع. فقد حادت عن مسارها وتحولت من مصدر للبسمة والمزحة والترويح عن النّفس إلى مصدر ضغط نفسي وعنف وشدّ أعصاب وكرّ وفرّ واستغفال للمتفرّج دون تقديم إضافة في المجال. ورغم مرور حوالي ربع قرن على دخولها التلفزة التونسية واكتساب الخبرة فيها وتطور التقنيات التي من المفروض أن تساعد على تقديم الأفضل لم تتطور هذه الكاميرا بما يرتقي إلى ذوق متفرّج اليوم وتطلعاته. بل كانت هزيلة سقطت في السّخافة والاجترار. «علي شورب» ودراما «الباندية» مهما أبدع لطفي العبدلي وبقية الممثلين في مسلسل «علي شورّب» فإن هذا العمل يظل وصمة عار على الدراما التونسية ، بعدما أدخل أكبر منحرف بالبلاد إلى البيوت وقدّمه للأطفال والمراهقين. هؤلاء لم يعد من حديث بينهم حتى على صفحات التواصل الاجتماعي غير علي شورّب ومواقفه الإجرامية التي يُروّج لها على أنها بطولية و»نضالية». وهو ليس دليلا على نجاح المسلسل وانتشاره إنّما هو مؤشّر محزن على أن أطفالنا وشبابنا اليوم أرضية هشّة تغذيها استقالة الأولياء وترك الحابل يختلط بالنابل في مشاهدة الغثّ والسّمين في دراما تخريب العقول والقيم والمبادئ. أبو يوسف