القناعة تحقق للإنسان خيرا كثيرا في الدنيا والآخرة منها ان القناعة تصنع عزة النّفس فالقناعة تجعل صاحبها حرًّا فلا يتسلط عليه الآخرون، أمّا الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين. قال علي رضي الله عنه الطمع رق مؤبد، وعبودية دائمة. وقيل: عزّ من قنع، وذلّ من طمع. وقيل: من أراد أن يعيش حرًّا أيّام حياته فلا يسكن قلبَه الطمعُ. وعن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض ولكن الغنيّ غنيّ النّفس. (متفق عليه). كما ان القناعة سبب البركة فهي كنز لا ينفد، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه: من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنّما حيزت له الدنيا. (رواه الترمذي وابن ماجه) وعن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: إنّ هذا المال خَضِرٌ حلوفمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبَارَكْ له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا التي تعطي خير من اليد السفلي التي تأخذ. (متفق عليه). والقناعة سبيل للراحة النفسية فالمسلم القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أمّا الطماع فإنّه يعيش مهمومًا، ولا يستقر على حال. وفي الحديث القدسي يقول عزّ وجلّ: يا ابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك غِنًى، وأَسُدَّ فقرك، وإن لم تفعل ملأتُ صدرك شُغْلا ولم أسُدَّ فقرك. (رواه ابن ماجه). وقال أحد الحكماء: سرور الدنيا أن تقنع بما رُزِقْتَ، وغمّها أن تغتم لما لم ترزق. والقناعة طريق الجنّة فقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ المسلم القانع الذي لا يسأل النّاس ثوابُه الجنّة خالدا فيها، فقال صلى الله عليه وسلّم: من يكفل لي أن لا يسأل النّاس شيئًا وأتكفل له بالجنّة؟ فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدًا شيئًا. (رواه أبوداود والترمذي وأحمد).