تشهد مدينة درنة حرب شوارع شرسة بين الجيش الوطني الليبي والمسلحين الذين اصبحوا محاصرين من كل الجهات ويتحصنون بالأحياء السكنية الضيقة وسط تقدم للجيش الليبي. طرابلس (وكالات) ونشرت خلية الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي مشاهد لتقدم الوحدات العسكرية داخل مدينة درنة واشتباكها في معارك شوارع مع المسلحين. وأفاد الإعلام الحربي الليبي بأن هذه المشاهد هي الأولى لوحدات الجيش خلال اقتحامها لأزقة وأحياء درنة، حيث تخوض حرب شوارع مع فلول المسلحين المتطرفين الذين كانوا يسيطرون على المدينة منذ سنوات. يذكر أن مدينة درنة الواقعة على تخوم ليبيا الشمالية الشرقية سيطرت عليها جماعات مسلحة متطرفة منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، ولاحقا تقاسمت جماعتان النفوذ في المدينة، إحداها توالي تنظيم «داعش» والأخرى مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وفي صيف عام 2015 نشب قتال شرس بين مسلحي المجموعتين، وتمكن مسلحو ما يعرف ب»مجلس شورى مجاهدي درنة» المرتبط بتنظيم القاعدة من طرد مسلحي «داعش» من المدينة. وكانت القيادة العامة للجيش الليبي قد أعلنت أن وحداتها سيطرت أمس على أكثر من 75% من مدينة درنة شرق البلاد، وتطارد حاليا فلول «الإرهابيين» داخل المدينة. ولفت المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد أحمد المسماري خلال مؤتمر صحفي في مدينة بنغازي إلى أن «غرفة عمليات الكرامة» التي تشرف على العمليات العسكرية في درنة طلبت من سكان المدينة الابتعاد عن مناطق الاشتباكات لتسهيل عمل القوات المسلحة. وأشار المسماري إلى أن سكان المدينة «رحبوا بوحدات الجيش التي دخلت أحياء المدينة وقدموا كل التسهيلات لجنود الجيش الليبي». ونقل المتحدث العسكري أيضا عن بيان للواء ركن عبد السلام الحاسي آمر غرفة عمليات الكرامة تأكيده «لأهالي درنة بأنهم وأملاكهم تحت حماية القوات المسلحة العربية الليبية التي لم ولن تستهدف المواقع المدنية وعليهم البقاء في ممتلكاتهم آمنين». ونشر الإعلام الحربي التابع للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مقاطع فيديو تظهر دخول وحدات من الجيش إلى عدد من أحياء مدينة درنة، إضافة إلى مشاهد لأنفاق سرية أقامتها الجماعات المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة، عثر داخلها على ذخائر متنوعة. من جهة اخرى أعلنت الولاياتالمتحدة اول امس عن تنفيذها ضربة جوية دقيقة أودت بأرواح أربعة من عناصر تنظيم «داعش» قرب بلدة بني وليد في شمال ليبيا. وذكرت القيادة الأمريكية في إفريقيا أن الضربة نفّذت بالتنسيق مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، مضيفة أن المعلومات المتوفرة الآن تشير إلى عدم سقوط ضحايا بين المدنيين جراء العملية. وأفادت بوابة «الوسط» الليبية أن الغارة التي استهدفت عربة في منطقة الشيخ أسفرت عن تصفية الداعشي المدعو عبد العاطي اشتيوي، وهو من سكان مدينة سرت وكان يقاتل في سوريا، مضيفة أن القتلى الثلاثة الآخرين هم من سكان بني وليد ولم يؤكد أحد انتماءهم إلى التنظيم الإرهابي. رأي خبير رمزي الرميح، مستشار المنظمة الليبية للدراسات الاستراتيجية والأمنية: «عمليات تطهير مدينة درنة من البؤر والأوكار الإرهابية اقتربت من النهاية.قوات الجيش الليبي تحكم قبضتها جيدا على مدينة درنة و العملية مهمة لما تمثله من أمن قومي لمصر وليبيا على حد سواء بتأمين حدودها الشرقية والغربية».