قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثَلاث مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَوْجَبَ الثَّوَابَ، وَاسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ، خُلُق يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَوَرَع يَحْجِزُهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَحِلْم يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ». في هذا الحديث يبيّن الرسول الكريم أن من دواعي نيل الإنسان الأجر والثواب ومن استكمال الإيمان وتمامه أن يتحلّى بثلاث صفات خُلق يعيش به بين الناس: لأن الأخلاق من الدين, قد أمر بها القرآن الكريم وحثّت عليها السنّة النبوية الشريفة بها يستطيع الإنسان أن يعيش بين الناس وبها تتآلف القلوب وتزكو النفوس, لأن أمّة بلا أخلاق كشجرة بلا أوراق لا يمكن لها أن تعيش وتستمر في الحياة ولذا فإن الإستقامة هي مظهر من مظاهر الأخلاق الرفيعة أمر الإسلام أتباعه من المسلمين الصادقين بالتحلي بها في حياتهم في السرّ وفي العلن لأنها مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة . قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير﴾ (هود). وورع يحجزه عن محارم الله:ومحارم الله تعالى هي حدوده التي لا يجب تخطيها هي أوامره التي أمر بها وهي أيضا نواهيه التي نهانا عنها وقد حذرنا جلّ وعلا من الاقتراب منها، وحذّرنا من النفس الأمارة بالسوء ومن وسوسة الشيطان لأنه عدو مبين للإنسان ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون﴾(البقرة 187). والورع هو ذلك الإحساس بالخشية من الله تعالى في السرّ والعلن في الخلوة والجِلْوة فهو صمّام الأمان الذي يحفظ الإنسان من اتباع شهواته و من الوقوع في محارم الله . وَحِلْم يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ: الحِلْم صفة عظيمة أمر بها الإسلام وهي العفو عند المقدرة على الانتقام وردّ الفعل وهي الصبر على الأذى الصادر من الناس خاصة من الجاهلين وهي صفة من الصفات التي تحلّى بها نبينا عليه الصلاة والسلام في مواجهته لأعدائه من قريش ومواقفه في هذا الصدد أكبر شاهد على سعة صدره واتساع حِلمه.