"من حسنت خصاله طاب وصاله" يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني وعقيدتي، يقول "جوته": "السلوك مرآة تنعكس فيها نفسية الإنسان" وقد قيل في المثل اللاتيني "حكم النفس أشق الأحكام" و"النصر على النفس أمجد من النصر على العدو" وكما جاء في المثل الصيني "السلوك السيّء أساس كل مصيبة" وفي المثل الألماني "الجاهل عدوّ نفسه، فكيف يكون صديق غيره". والملاحظ أن"الناس أعداء لما جهلوا" وفي المثل الألماني "يأتي الضجيج من البراميل الفارغة». يقول "هوراس": "ليست العبرة بمجد السلف، بل بكرامة الخلف". يقول عمر بن الخطاب: "اذا توجه أحدكم في وجه ثلاث مرات فلم يصب خيرا فليدعه". وفي حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «اذا أردت أن تفعل أمرا فتدبر عاقبته، فإن كان خيرا فأمضه، وان كان شرا فانته»، روي عن أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي. وفي حديث آخر «اذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج»، رواه البيهقي وابو داود. وفي حديث رواه البخاري ومسلم عن عائشة وأبي هريرة: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف». وفي حديث عن ابن مسعود: «جبلت القلوب على حب من أحسن اليها وبغض من أساء إليها». ولهذا صاحب السلوك الطيب والأخلاق الصالحة، هو الذي وصفه خاتم المرسلين صلّى الله عليه وسلّم في قوله: «من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوّته»، هذا وعد أفادنا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «ثلاث من كنّ فيه حاسبه الله تعالى حسابا يسيرا، وأدخله الجنة برحمته، تعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك»، روي عن أبي هريرة. و»ثلاث من كنّ فيه استوجب الثواب، واستكمل الإيمان، خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله تعالى، وحلم يرده عن جهل الجاهل». إذا كما قيل «على المرء أن يعرف قدره»، قال بعض الحكماء «ان تعبت في البرّ، فإن التعب يزول والبرّ يبقى، وان تلذذت في الإثم فإن اللذة تزول والإثم يبقى» ولهذا «السلوك الحسن يدعو الى الإتقان في العمل، والإجادة في الصناعة، والحض على الخير مع الغير» لأن «سيرة المرء تنبئ عن سريرته».