محمد الجموسي من مواليد صفاقس (1910 1982) حفظ القرآن الكريم منذ صغره في الكتّاب، وتعلم أصول ترتيله، وقد انقطع عن الدراسة بعد الابتدائية لتأثره الشديد بالموسيقى والغناء. ومنذ فترة الشباب بحث محمد الجموسي بالاشتراك مع ابراهيم الدهماني عازف عود وقانون وحافظ للأدوار والموشحات والمالوف غير انه وعند استقرار محمد الجموسي بالعاصمة تونس لم تعد هذه الفرقة تنشط كما كان الأمر من ذي قبل، وهناك بالعاصمة التقى بأبرز رموز الموسيقى والشعر الغنائي فكانت له مشاريع عمل وتعاون معهم، وكان الفنان محمد الجموسي نشيطا في التنقل بين باريسوتونس والقاهرة والجزائر، وكانت له مشاركات في أشرطة سينمائية مصرية وفرنسية وايطالية، وبثت أعماله الفنية في عديد الاذاعات العالمية بلندن وباريس وموسكو والقاهرة. وعرف الفنان محمد الجموسي بميله الى الشعر والأدب وبمحاولاته التأليفية في ذلك، فصدرت له مجموعة شعرية بعنوان «النهار والليل «. بصمات واضحة وبهذا يعد الفنان محمد الجموسي واحدا من أبرز رواد الغناء والموسيقى الذين ظهروا بتونس في القرن العشرين وقد كانت بصماته واضحة على الأغنية التونسية وممارسة الموسيقى في تونس سيما في مجال الغناء الدرامي المتصل بقضايا المجتمع وبحياته اليومية وما يحدث فيها من تحوّل في القيم والعلاقات، كما كان محمد الجموسي رائدا في ابتداع تلك الأغاني الوطنية التي تصور لوعة الغربة ومعاني الحنين الى الوطن وما يتصل بتربته من ذكريات، وذلك عند اقامته المطولة ما بين فرنسا ومصر. و لمحمد الجاموسي دواوين شعر ايضا في الشعر باللغة الفرنسية و عمل بإذاعة باريس الفرنسية الناطقة باللغة العربية في الخمسينيات و عمل أيضا كمدير فني بشركة اسطوانات تعامل فيها مع بعض الفنانين من المغرب العربي الكبير . و للتاريخ فإثر مهامه في هذه الشركة كان أول من قابل المطربين الجزائريين أحمد وهبي (ملحن و مطرب) و الفنان عميد المالوف القسنطيني الجزائري محمد الطاهر الفرقاني و في إذاعة باريس تعامل مع المطربة الجزائرية سلوى التي كانت لها تجربتين غنائيتين فقط في الجزائر سنة 1954-55 و تعاملت مع ألحان محمد الجاموسي في أغنيتين على الأقل الأولى بعنوان «يا سمراء عيونك حلوة» و الثانية «الفجر لاح صباح الخير». أما السيدة وردة فتعاملت مع ألحان محمد الجاموسي لما كانت في بداياتها و هي طفلة قبل سن المراهقة. و غنت منه «بلادي يا بلادي ماحلاك يا بلادي» مؤكدة من ألحانه و أغنية أخرى حيث غنت من ألحان فنانين تونسيين في بداياتها بين الأوساط المغاربية في باريس الفرنسية .أما المطربة نورة الجزائرية فغنت مع في ثنائي بعنوان فينك يا غالي كان الجاموسي قد غناها بصوته فقط سنوات من قبل ومن أشهر و أجمل ما غنى الجاموسي: فينك يا غالي يا عزيزتي تعالي عمري ما ننسي ليالي فاس الجميلة على جالك سهرت الليل و يا ما طال تعبي و شقايا الله معانا على شط النيل معلوم هذا معلوم الدنيا يوم بيوم سمراء سمراء في عينينا هذا في الخمسينات عامة إلى جانب ما غني بصوته و لحن مثل «ريحة البلاد يابا». ريحة البلاد يابا...ورد وياسمين يابا يابا ريحة الكباد يا خويا...اغلى من العين *** ريحة البلاد ما ألطفها...ما نشبع منها يوم وصحيح ما يعرفها...كان اللي عاش محروم ورجع اليوم ارشفها...من بعد غياب سنين *** وكذلك عدة اغان خالدة مثل « قهواجي يدور» والفن الفن « فضلا مجموعة من الاعمال الفنية الرائدة تعد مرجعا ودليلا على الحضور البارز لهذا الفنان العملاق .