أخيرا حطّت طائرة المنتخب في المونديال بعد سنوات طويلة من الأوجاع والضياع وذلك ليس بفعل «مثلث برمودا» الذي يَزعمون بأنه يُغيّر مَسارات السفن والمروحيات الساعية إلى الرّزق والمجد وإنّما العَيب في مسؤولينا بعد أن سلكوا نهج الارتجال ومنعوا «النسور» من التحليق في الكأس العالمية لأكثر من عشر سنوات. «الغَزالة» التونسية طارت بالمنتخب إلى روسيا بعد أن تَمّ رَشّها بمياه وادي مجردة تَنفيذا لعادات الأجداد وتَقيّدا ب»كَرامات» الجامعة التي لها كلّ الحريات والصلاحيات لتسيير الأمور كما تَشاء شرط تحقيق الأمنيات الغالية في النهائيات. وبوصوله إلى روسيا يدخل المنتخب فعليا في أجواء المُونديال الذي يضع تونس أمام مَهمّات عسيرة و»صِدامات» ثقيلة ضدّ إنقلترا وبلجيكا و»بَنما» الحالمة مثلنا تماما بتكذيب التكهنات وإحداث أكبر المفاجآت ليقينها بأنّ حكاية إختلال المَوازين من صُنع الضّعفاء في لُعبة أثبتت مرارا وتكرارا أنها لا تَخضع دائما لمنطق الأقوى بدليل تطاول السينغال على فرنسا في مُونديال 2002 و»تَعملق» كُوستاريكا (وهي جارة بَنما في الجغرافيا) أمام «الطليان» والإنقليز في مونديال 2014. وقبل الجديات يخوض منتخبنا الليلة في «كراسنودار» الروسية آخر الامتحانات الودية وذلك أمام إسبانيا صَاحبة الإنجازات الفريدة والمرشّحة كغيرها من «الحِيتان الكبيرة» لنيل الزّعامة العالمية. هذا الإختبار سيكون مسك الخِتام في تحضيرات «النّسور» الذين يُريدون إستثمار هذه المواجهة الثّقيلة ضدّ «المَاتادور» لوضع اللّمسات النهائية على الخُطط التكتيكية والتشكيلة المثالية التي ستحمل الآمال التونسية في الكأس العالمية هذا طبعا ما لم يقرّر معلول «إخفاء» بعض الأشياء حتّى لا تكون أوراقنا مكشوفة بالكامل. مُباراة الليلة تُمثّل فرصة ملائمة أيضا للوقوف على الإصلاحات الموعودة في «منظومتنا» الدفاعية بعد أن كانت مَردوديتها مَهزوزة في الوديتين الأخيرتين أمام البرتغال والأتراك وهو ما يثير القلق على الأحلام المنشودة في النهائيات التي تُطارد فيها عناصرنا الدولية تأشيرة الدّور الثاني. لقاء إسبانيا المُدجّجة ب»النجوم» العالمية والتي عانقت سماء الإبداع في العشرية الأخيرة سيكون إختبارا حقيقيا ل «النسور» قبل أيام معدودة من مُلاقاة الإنقليز في «فولغوغراد» الروسية لحساب الجولة الافتتاحية مُن المونديال ويأمل فريق معلول أن يُكمل الليلة التحضيرات بأداء مُقنع وبصفر إصابات مع تحقيق نتيجة إيجابية تُنعش المعنويات و»تثأر» للجماهير التونسية من الإسبان الذين كنّا قاب قوسين أوأدنى من الإطاحة بهم في مونديال 2006 لولا إنهيار الرّبع ساعة الأخير. والكرة مثل الحياة دُروس وجب الإتّعاظ بها حتّى لا تتكرّر الخَيبات نفسها وأحيانا ضدّ المنتخبات عينها. البرنامج لقاء ودي تحضيري للمونديال في «كراسنودار» الروسية (س 19 و45 دق): تونس - إسبانيا إسبانيا في سطور بَطلة العالم في 2010 زَعيمة أوربا في ثلاث مناسبات (1964 و2008 و2010) يدرّبها الإسباني جولين لوبيتيجي من نجومها الحاليين: دافيد دي خيا – جيرارد بيكي – سارجيو راموس – أندري إينيستا – ماركو أسينسيو ستلعب نهائيات المونديال في المجموعة الثانية رفقة البرتغال والمغرب وإيران.