بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. ولد الشيخ معاوية التميمي في مدينة منزل تميم سنة 1891 في اسرة معروفة بحب العلم وبعد ان حفظ نصيبا من القرآن في قريته إلتحق بجامع الزيتونة وحاز على شهادة التطويع سنة 1913 وتتلمذ على شيوخ الجامع البارزين منهم الطاهر بن عاشور ومحمد النخلي والتحق بالتدريس في عمر مبكر قبل ان يتم تعيينه مدرّسا من الطبقة الثانية وتم اختياره من جمعية الحرمين الشريفين لتولي إمامة جامع باريس وهو اوٌل وآخر أمام تونسي يتولٌى هذه الخطة . وبالتوازي مع إقامته في باريس قام بإصلاح ومراجعة كتاب تخريج الدلالات السمعية كما قام بمراجعة الكتب الموجودة في مكتبتي الصادقية والاحمدية وراجع كتاب القوانين الفقهية لابن جزي وكتاب لُب الالباب لابن راشد القفصي كما انتخب عضوا في لجنة نشر المخطوطات التونسية واشتهر برده على طه حسين حول أطروحته التي قدمها في باريس عن ابن خلدون وكان للشيخ معاوية التميمي منتدى ادبي وفكري كان يقصده الأدباء التونسيون والجزائريون وشيوخ الجامع الاعظم كما عرف بموهبة حفظ الشعر ورواية سير الأدباء والمفسرين. توفي الشيخ معاوية التميمي فيما يذكر محمد الصالح المهيدي في 1944 وكانت جنازته جنازة مشهودة حضرها الاف الطلبة من جامع الزيتونة وقد أبّنه عدد من أساتذة وطلبة الجامع حددهم المهيدي وهم عبدالرحمان الكعاك رئيس الخلدونية محمد بوشربية المدرّس بالجامع الاعظم عبدالرحمان الخبثاني حسين سفطة احمد السليطي عبداللٌه شريط محمد بن عبدالرحمان المسعدي عبدالرزاق التونسي عمر بن علي الحداد الشاذلي بن محمود ووزير العدلية انذاك أمير الأمراء الحبيب الجلولي.