29.5 بالمائة فقط من التونسيين يفضلون شراء المنتوج التونسي على الاجنبي هذا ما خلصت اليه دراسة حديثة انجزها المعهد الوطني للاستهلاك حول «المستهلك التونسي واستهلاك المنتوج الوطني». تونس(الشروق): أظهر بحث ميداني أن 29.5 بالمائة فقط من التونسيين لهم أولوية الشراء دائما للمنتوج التونسي في صورة امكانية الاختيار بين المنتوج التونسي والمنتوج أجنبي. وهو ما يعني ان نحو ثلثي التونسيين يفضلون استهلاك المنتوج الاجنبي. وهو مؤشر خطير اذ ان اقتصاد بلادنا لا يمكن ان يصمد ويستمر اذا لم يجد حاضنة في الداخل الى جانب المنافسة الكبيرة للمنتوجات الاجنبية في مجالات كثيرة منها النسيج والملابس والاحذية والمواد الغذائية... الشباب أكثر عزوفا وترتفع نسبة العزوف على استهلاك المنتوج التونسي بالخصوص لدى فئة الشباب وفق ما صرّح به ل»الشروق» المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية مضيفا ان نسب تفضيل الكهول والشيوخ للمنتوج التونسي اعلى منها لدى الشباب وهي مسالة في حاجة للمتابعة من طرف الصناعيين الذين عليهم ان يهتموا اكثر بالجودة ذلك ان الدراسة اظهرت ان التونسي مستعد لان ينفق اكثر في سبيل الحصول على جودة افضل اذ اشار 30.7 بالمائة من التونسيين الى انهم مستعدون لشراء منتوج تونسي أغلى من المنتوج الأجنبي فقط لأنه تونسي. في حين أن 45.9 بالمائة من التونسيين غير مستعدين للدفع أكثر لشراء منتوج أجنبي بداعي أن المنتوج المستورد أفضل. ودعا بن جازية الى العناية اكثر بحاجيات الشباب التونسي حتى يجد في المنتوج المحلي مبتغاه. واقترح ان يتم ايلاء التشجيع على استهلاك المنتوج التونسي اهمية اكبر في المنظومة التربوية خاصة وان الشباب في دول اخرى منها فرنسا يفضلون استهلاك المنتوج المحلي لبلدانهم بنسبة تصل الى 70بالمائة ومواصلة العمل من خلال حملة وطنية تنخرط فيها عديد الهياكل والجمعيات من أجل دعم المنتوج الوطني. اما بخصوص الفئة التي تفضل المنتوج الأجنبي، عوضا عن المنتوج الوطني، فإن اسباب ذلك تعود وفق نفس الدراسة لاقتناعهم بأن المنتوج الأجنبي أفضل بنسبة 31.8 بالمائة، ولعدم ثقتهم في جودة وسلامة المنتوج التونسي بنسبة 27.9 بالمائة. جودة وسعر وتشير الدراسة الى ان الفئة التي تفضل استهلاك المنتوج التونسي يقوم 50.6 بالمائة منها بهذا الاختيار لاقتناعهم بجودة وسلامة المنتوج الوطني، و16.1 بالمائة تشجيعا للمؤسسات الوطنية والمحافظة على وجودها، و14.2 بالمائة بوازع حب الوطن، و10.3 بالمائة نظرا لمقبولية السعر. ويشار الى أن البحث الميداني شمل عينة تتكون من 2016 مستهلكا تفوق اعمارهم او تساوي 20 سنة، حسب خصائص التوزيع الجغرافي، والوسط، والعمر والجنس. ويهدف البحث إلى معرفة تمييز المستهلك التونسي للمنتوج الوطني ومعرفة سلوكه إزاء المنتوج الوطني ومثيله الأجنبي ومحددات اختياره بينهما إلى جانب معرفة المنتوج الوطني في نظر التونسي ومدى استعداده لدعم المنتجات الوطنية وشروط تحقيق ذلك. التثبت من المصدر وتكشف الدراسة أن 85.5 بالمائة من التونسيين من عاداتهم التثبت من مصدر المنتوج قبل شرائه، منهم 50 بالمائة يتثبتون دائما وان 69.3 بالمائة من التونسيين يميزون بين المنتوج التونسي والمنتوج الأجنبي بعبارة «صنع في تونس». وفي المقابل فان 9.4 بالمائة فقط من التونسيين يعلمون ان الترقيم بالأعمدة للمنتوج التونسي يبدأ بالرقم 619، في حين أن 90.6 بالمائة من المستجوبين ليس لهم علم بالترقيم الخاص بالمنتوج الوطني. من جهة اخرى يضع 50 بالمائة من التونسيين المواد الغذائية في المرتبة الأولى من حيث التميز والحضور في الأسواق، وبنسبة أقل منتوجات الصناعات التقليدية، ثم الأدوية ومواد البناء. وتعتبر 69 بالمائة من العينة المستجوبة أن الصناعات التقليدية تتميز بجودة عالية كذلك مواد البناء التي تحظى برضى 46 بالمائة من المستجوبين تليها الأدوية بنسبة 45 بالمائة.وبالنسبة للمواد التي يرى التونسي ان جودتها ضعيفة كشف البحث أنها تتعلق أساسا بالأحذية، ثم المواد الإلكترونية والكهرومنزلية، ثم مواد التجميل. ويرى 25 بالمائة من التونسيين وفق ما خلص إليه البحث أنه يجب مكافحة المنتجات المقلدة وتنظيم مسالك التوزيع والحد من التجارة الموازية لدعم استهلاك المنتوج الوطني، في حين يرى 14.6 بالمائة من العينة ضرورة تحسين طرق العرض والتعليب، و13.2 بالمائة أهمية تحسين الجودة.كما يوصي المعهد الوطني للاستهلاك بأهمية التركيز على العلاقة بين استهلاك المنتوج الوطني ودعم الاقتصاد والمحافظة على نسيج المؤسسات التونسية ومواطن الشغل، لا سيما وان عديد المنتجات تحظى بثقة كبيرة لدى المستهلك التونسي، لذلك يجب العمل على دعمها وتحسين ترويجها. وختم طارق بن جازية أن المعهد الوطني للاستهلاك سينظم حملة وطنية خلال شهر الفترة القادمة بالتعاون مع الأطراف المعنية للتشجيع على استهلاك المنتوج الوطني للحد من تفاقم العجز التجاري الذي تعيشه البلاد منذ مدة.