الشروق تونس : أعلن المنصف الهرابي الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز ان الحكومة بصدد اعداد مشروع قانون ينص على تجريم اختلاس الكهرباء. وتابع في حوار مع «الشروق» ان مشروع القانون يهدف الى اضفاء البعد الجزائي على ظاهرة اختلاس الكهرباء التي تفاقمت في خضم الانفلات الذي شهدته البلاد بعد جانفي 2011 وتتسبب في خسائر جسيمة للستاغ. وأوضح ان اختلاس الكهرباء يتم إما عبر ادخال تعديلات على العداد الكهربائي او الربط العشوائي بشبكة الكهرباء الذي تفاقم خاصة في المجال الفلاحي بالتوازي مع ظاهرة حفر الآبار بشكل عشوائي. وأشار المنصف الهرابي الى ان نحو ألفي بئر تم حفرها دون ترخيص من مصالح وزارة الفلاحة يعمد أصحابها الى تشغيلها عبر ربطها عشوائيا بشبكة الكهرباء. وخلص الى التأكيد على قصور العقوبات المالية لوحدها في القضاء على اختلاس الكهرباء وهو ما يقتضي اخفاء البعد الجزائي على هذه الظاهرة، مشيرا في السياق ذاته الى ان الستاغ شرعت خلال الآونة الأخيرة في تكثيف عمليات الرقابة للتصدي لهذه الظاهرة. كما أعلن ان الفترة القادمة ستشهد مزيد التشدد إزاء عدم خلاص الفواتير، مشيرا الى ان الجهود المبذولة في هذا الاطار على مدى العام الاخير مكنت من التقليص بنحو 100 مليون دينار في حجم المديونية المتخلدة بذمة الحرفاء رغم تواصل تطور الاستهلاك بنسق سريع. موسم صعب وأكّد في المقابل ان المبالغ غير المستخلصة والتي تقدّر بنحو 900 مليون دينار لا تزال تشكل عبئا ثقيلا على موازنات الستاغ، مشيرا الى ان الفترة القادمة ستشهد مزيد التشدد لاستخلاص مستحقات الشركة. أكّد ر. م. ع الستاغ من جهة أخرى ان الشركة بصدد تسخير كل الامكانيات للحد من تداعيات التأخير الحاصل في انجاز محطة المرناقية على جاهزية الشبكة لموسم الذروة. وتابع أنه في خضم تأخر هذه المحطة لأسباب ادارية خارجة عن نطاق الستاغ تتخذ هذه الاخير ثلاثة تدابير أساسية لمواجهة متطلبات فترة الذروة التي تشهد زيادة في الاستهلاك تعادل 40 ٪ وهي منح حوافز للمؤسسات التي تقلص استهلاك الكهرباء بين الساعة الحادية عشرة صباحا والواحدة بعد الزوال واقتناء فائض الكهرباء من المؤسسات الصناعية التي تمتلك مولدات كهربائية لاحتياجاتها الذاتية الى جانب الشروع في حملة تحسيسية واسعة لتعميق الوعي العام بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء. كما أشار المنصف الهرابي الى ان دخول محطة توليد الكهرباء بمنطقة البيبان من معتمدية جرجيس طور الاستغلال في الآونة الاخيرة يمثل دعامة هامة لجاهزية الشبكة في موسم الذروة رغم صغر حجم هذه المحطة التي تعادل قوتها 30 ميغواط. محطات جديدة ولاحظ في المقابل انه بعد الصعوبات الجسيمة التي ستواجهها شبكة الكهرباء هذه الصائفة فإن الفترة من 2019 الى 2025 ستشهد فائضا في الكهرباء بفضل عدة مشاريع جديدة أهمها دخول محطتي المرناقية ورادس «ج» طور الاستغلال بداية من جوان القادم. ورجح من جهة أخرى أن يتم قبل انقضاء هذه الصائفة اطلاق طلب العروض لاقتناء 400 ألف عداد كهربائي سيتم تركيبها في مدينة صفاقس وذلك في نطاق التعميم التدريجي لهذا الصنف من العدادات الذي يمكن الحريف من التحكم في استهلاك الكهرباء وخلاص الفواتير عن بعد.