بعد حوالي ثلاث ساعات في الجوّ وصل المنتخب إلى «كراسنودار» الروسية تمهيدا للمواجهة الودية ضدّ إسبانيا وستنطلق هذه المباراة كما هو معلوم في حدود السّابعة و45 دقيقة وستكون منقولة على القناة الوطنية التي قامت بتغطية مُتميزة لمُغامرتنا العالمية رغم «الجُرعة الزائدة» في تلميع صورة الجامعة. جاد الفقير بما عنده كان في الحسبان أن يقع تَزيين طائرة المنتخب بصورة عملاقة للاعبين مع نقش «النسر» على واجهة الطائرة غير أن المشرفين على هذه العملية التنظيمية إصطدموا بضيق الوقت ليقتصر الأمر على رسم «نسر» كبير يَعكس القوة التونسية المستمدة من إرثنا الكروي في المُونديال (40 عاما). وتنضاف إلى هذا «النسر» المُهاب عبارة «قرطاج» بما تَحمله من دلالات رمزية عن التاريخ التليد للبلاد التونسية التي تجر خَلفها حضارة عمرها ثلاثة آلاف سنة. وبالتوازي مع تزيين طائرة المنتخب فاجأت «التونيسار» الفريق بحفلة في الجو حيث تمّ تخصيص كعكة مرطبات من الحجم الكبير إحتفاءً بالرحلة الروسية التي تنشد فيها عناصرنا الدولية المحطة الثانية للمونديال. تحضيرات الجامعة والخطوط التونسية لم تخل من الثغرات الناجمة أساسا عن التأخير الحاصل في توقيع الإتفاقيات الرسمية بين الجانبين لكن هذه النقائص أرحم ألف مرة من نقل منتخبا على متن طائرة تركية كما كان يُخطّط الجريء. هاجس الإصابات مازال هاجس الإصابات يسيطر على أجواء المنتخب خاصة مع إقتراب موعد المواجهات الرسمية وكان الفريق قد خسر مجهودات المساكني والخنيسي بفعل موجة الإصابات التي هاجمت عناصرنا الدولية. وفي سبيل تفادي المزيد من الخسائر إختار معلول حماية الخزري و»تَغييبه» عن المباراتين الوديتين أمام البرتغال وتركيا ومازال المدرب مترددا بخصوص تشريكه في لقاء الليلة ضدّ إسبانيا خشية حدوث مضاعفات سلبية قد تعيده إلى نقطة الصفر بعد كان قد خضع إلى تأهيل ليتخلّص من مُخلّفات الإصابة التي تعرّض لها مع «ران». ظروف جيّدة يواصل المنتخب تحضيراته المونديالية في «كراسنودار» في ظروف مُمتازة سواء من حيث الإقامة أوميادين التمارين ومن الواضح أن «الرّوس» يحرصون على إنجاح «مُونديالهم» بملاحظة حسن وهي العلامة تستحقها إلى حد الآن الجهات المشرفة على بعثتنا في مقدّمتها المسؤول محمد الغربي الذي قام كعادته بكل الإجراءات الضرورية لينعم فريق معلول بالراحة وينصبّ تركيزه على أمر واحد وهو الإستعداد لمواجهات إنقلترا وبلجيكا و»بَنما». يُذكر أن إسبانيا إختارت أن تُقيم مُعسكرها التحضيري في «كراسنودار» ما يدل على أهمية هذه المنطقة الجنوبية من الأراضي الروسية التي دخلها منتخبنا أيضا عبر «كراسنودار» على أن يتركها بعد لقاء «الماتادور» ومن المرجّح أن ينتقل فريقنا إلى موسكو يوم 11 جوان ليكمل تحضيراته للمونديال الذي سيستهله بمواجهة نارية أمام الإنقليز يوم 18 من الشهر نفسه وذلك في «فولغوغراد».