فاز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها تركيا امس مما سيمكنه من التربع على عرش السلطة دون منازع. انقرة (وكالات) وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التركية، تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات، بعد فرز 90 %، وذلك بفارق كبير عن أقرب منافسيه. وبحسب النتائج الأولية، نال أردوغان نسبة 53 % من أصوات الناخبين، فيما حل مرشح حزب المعارضة الرئيسي، محرم إنجه، في المرتبة الثانية بعد أردوغان، بنسبة 30 %. كما أظهرت النتائج نيل مرشحي جميع الأحزاب الأخرى نسباً دون 8 بالمائة من أصوات الناخبين. وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، تقدم تحالف الشعب الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» الحاكم و"الحركة القومي"» ب 56 % بعد فرز نحو 70 %، في حين جاء تحالف الأمة ثانياً بنسبة 32 %. وفتحت مراكز الاقتراع، امس، أبوابها أمام نحو 56 مليون ناخب تركي في عموم البلاد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية تمثل أكبر تحد للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية منذ وصوله للسلطة قبل 16 عاما. وتنبع أهمية هذه الانتخابات من كونها تؤذن بانتهاء النظام البرلماني والبدء بوضع النظام الرئاسي الذي بشر به الرئيس الحالي رجب طيب أروغان موضع التطبيق. ويتنافس في سباق الرئاسة 6 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي أردوغان عن حزب العدالة والتنمية ومحرم إنجيه عن حزب الشعب الجمهوري المعارض. وتكتسب هذه الانتخابات أهميتها لكون النظام الرئاسي سيجري تطبيقه بعد تعديل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي جمهوري في استفتاء أجري في أفريل 2017. وفي تفاصيل نظام الحكم الجديد الذي ما زالت الكثير من جوانبه غامضة وغير واضحة، فإن تشكيل الحكومة سيكون من صلاحيات الرئيس بشكل مباشر كما أن الوزراء سيكونون من خارج البرلمان، حيث أعلن أردوغان في السابق أن جميع الوزراء سيكونون من خارج البرلمان وأنه يخطط لأن تكون حكومته مكونة من أقل عدد ممكن من الوزراء لتقليل البيروقراطية بالبلاد. وعلى الرغم من أن النظام الرئاسي الجديد سيمنح الرئيس صلاحيات واسعة وغير مسبوقة وسيمكنه من إدارة معظم أمور البلاد بدون العودة إلى البرلمان واتخاذ قرارات مباشرة، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء قيمة البرلمان في الحقبة الجديدة، حيث ستبقى بيده سلطات أخرى ذات أهمية وقدرة على التأثير على عمل الرئيس. وفِي الانتخابات البرلمانية يتنافس أحزاب عدة، أبرزها تحالف «الشعب» وعماده حزب العدالة والتنمية وتحالف «الأمة»، الذي يتشكل من أحزاب معارضة أبرزها حزب الشعب الجمهوري. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي ( الخامسة بتوقيت غرينيتش) وبقيت حتى الخامسة مساء، في ظل إجراءات أمنية مشددة. ومن بين المرشحين الآخرين للرئاسة، صلاح الدين دمرداش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد المسجون حاليا بتهم تتعلق بالإرهاب، والتي ينفيها. وإذا تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي حد 10 ٪ اللازم لدخول البرلمان سيصعب على حزب العدالة والتنمية الحصول على أغلبية. وفي نداء أخير للناخبين في شريط مصور من سجنه المفروض عليه حراسة مشددة قال دمرداش: «إذا أخفق حزب الشعوب الديمقراطي في دخول البرلمان ستخسر تركيا كلها. تأييد حزب الشعوب الديمقراطي يعني دعم الديمقراطية». الحدث في ارقام 56 مليون هو عدد الناخبين. 6 هو عدد المرشحين في سباق الرئاسة.