بالتقدّم نحو النهايات تَتضاعف الضّغوطات وتَكبر الأمنيات في صفوف المنتخبات المُتصارعة على زعامة العالم في قلب العاصمة الروسية «موسكو» التي تحتضن اليوم مباراة مثيرة بين البلد المنظّم و»الماتادور» الإسباني في نطاق الدّور ثمن النهائي للمُونديال. وكان «الدبّ» الروسي قد «تَلاعب» بالأشقاء السعوديين وأمطر شباك المصريين بثلاثية قبل أن ينهار في الجولة الختامية أمام الأوروغواي ولم تُفسد هذه الخسارة المُوجعة فرحة صاحب الأرض والجمهور الذي كان هدفه الأوّل والأخير العبور إلى المحطة الثانية وبَعدها لكلّ حادث حديث. وقد ساد الإعتقاد في صفوف «الرّوس» بأن الترشح إلى الدور الثاني سيساعد منتخب المدرب «ستانيسلاف» في القضاء على «ثورة الشك» التي إجتاحت موطن العملاق «ياشين» نتيجة المردود المتواضع للفريق أثناء التحضيرات. كما أن التأهل إلى المرحلة الموالية من النهائيات المُونديالية سيمنح حسب الكثيرين أبناء الدار أجنحة إضافية لتحقيق إنجاز كبير في الكأس العالمية بدعم من ملايين المشجعين والرئيس «بوتين» الذي يريد - مثل كلّ السياسيين - إستثمار هذه التظاهرة الكَونية لحصد جملة من المكاسب الدعائية والإقتصادية. وتأمل روسيا أن تَنسج على منوال بعض البلدان التي إستفادت من تنظيم المونديال للدخول إلى التاريخ من أوسع الأبواب كما حصل مثلا مع اليابان وكوريا الجنوبية عندما إحتضنتا التظاهرة بالشراكة في 2002. الحلم الإسباني الحلم الرّوسي سيصطدم ب»الثور» الإسباني وهو صاحب الباع والذراع في الجلد المنفوخ. ويتطلّع بطل العالم في 2010 إلى تدارك مشاكله الداخلية وبدايته المُضطربة في المُونديال لإسترجاع عَافيته والدفاع عن حقّه المشروع في التربّع على عرش الكرة العالمية. وكان الفريق الإسباني قد تأثر بالإنفصال عن مدرّبه «لوبيتيجي» عشية المونديال ليعوّضه النجم السابق ل «المَاتادور» و»الريال» «فرناندو يَارو» الذي وضع عُصارة تجاربه الميدانية ليعبر بالسّفينة الإسبانية إلى المحطّة الثانية بعد إختبارات عسيرة ضدّ البرتغال وإيران والمغرب. ورغم الهنّات الكثيرة فإن الإسبان يراهنون على تقاليدهم العريقة في التظاهرات الكروية الكبيرة لتجاوز عقبة روسيا ومواصلة المسيرة بثبات نحو الأدوار الأولى. ومن يعرف فقد يشهد المُونديال الحالي سطوع نجم «الماتادور» من جديد علاوة على ميلاد مدرب إسباني كبير اسمه «فرنادو يَارو» المساعد الذي قد يُنجز ما عجز عنه المدرّب الأوّل. مهارة كرواتيا أم واقعية الدنمارك؟ برنامج اليوم يتضمّن مواجهة ثانية ستجمع بين اثنين من الدول المُنتمية إلى أوروبا الشرقية والمجموعة الأسكندنافية والكلام عن كُرواتيا والدنمارك. وتدخل كرواتيا وهي صاحبة البرونزية العالمية في مونديال فرنسا عام 98 مواجهة الدنمارك بثقة عالية وطموحات غير محدودة خاصة بعد التألق اللاّفت لزملاء «النّجم» المُميّز «مودريتش» في لقاءات المحطّة الأولى أمام نيجيريا والأرجنتين وإيسلندا. وتبدو حظوظ الفريق الكرواتي وافرة لإجتياز «فخّ» الدنمارك التي إقتلعت بطاقة التأهل إلى الدّور الثاني دون تقديم مؤشرات تُوحي بأنها قادرة على الذهاب بعيدا في النهائيات المُونديالية. هذا طبعا ما لم تَتواصل مسيرة أبناء المدرب «هاريدي» بفضل واقعيتهم الكبيرة وقدراتهم التاريخية على إحداث «المُفاجآت» كما حصل مع جيل «شمايكل الأب» و»لاودروب» عندما أحرزت الدنمارك الكأس الأوروبية في 1992 وسط ذهول الجميع خاصة أن الفريق لم يكن من المتأهلين إلى «الأورو» وتمّت دعوته عشية التظاهرة بعد «إقصاء» يوغسلافيا لدواع سياسية.