ارتدت اول امس سعاد عبدالرحيم وشاح رئيسة بلدية تونس لتكون اول شيخة مدينة كما حظيت المشاركات في الانتخابات البلدية في عديد الدوائر بالعاصمة والجهات بهذا المنصب الهام الذي تولاه رؤساء اكبر الدول في العالم .فهل يكون طريقا يحمل المراة التونسية لاول مرة الى قصر قرطاج ؟ تونس (الشروق) لاول مرة في تاريخ تونس تسجل المراة في البلديات حضورا محترما بدءا بالمشاركة في الانتخابات حيث بلغت نسبة المترشحات 49.26 بالمائة مرورا بتراسها القائمات المترشحة لتبلغ 49.48 بالمائة في القائمات الحزبية وفي القائمات المستقلة 3.49 بالمائة وفي الائتلافية 48.43 بالمائة و5 مشاركات في قائمات ذوي الاعاقة ثم وصولا الى فوزها بالرئاسة في عديد الدوائر بتونس الكبرى والجهات . هذا الحضور المشرف للمراة في البلديات استبشر به المتابعون للشأن السياسي والاجتماعي والثقافي باعتبار ان كفاءة المراة التونسية قادرة على اصلاح عديد الاوضاع التي تأزمت بسبب الفساد وسوء التصرف والتقدير كما ان مشاركتها في الحكم المحلي سوف تحقق الاضافة في رسم السياسات واعداد الاستراتيجيات المستقبلية للبلاد. ولم تخف شيخة مدينة تونس دموعها اول امس لما ارتدت وشاح البلدية لان هذه المرأة النهضاوية حلمت بان تتولى هذا المنصب ودخلت في منافسة شرسة مع منافسها كمال ايدير مرشح نداء تونس ونجحت في ازاحته . سعاد عبدالرحيم قالت في حديث سابق مع»الشروق» ان اهم ما تفكر فيه هو العمل على جمالية المدينة والاستثمار في صحة المواطن ابتداء من مركز صحة الام والطفل وتهيئة المستوصفات لتعمل على الوقاية والكشف المبكر للامراض المرهقة لميزانية وزارة الصحة وارجاع عيادة الطبيب التابعة للبلدية والتي تسهر على علاج الحالات الاستعجالية خاصة خارج اوقات عمل بقية الاطباء . وفي حال نجاحها في اداء مهمتها كشيخة مدينة تونس وهي ليست بالمهمة السهلة هل يكون وشاح رئاسة الجمهورية هو الوشاح القادم لسعاد عبدالرحيم كامرأة لها طموح سياسي بدأ بحصولها على مقعد في المجلس التاسيسي في 2011 ؟ او يكون لغيرها من رئيسات البلديات وعددهن محترم على خلفية ان رؤساء اكبر الدول في العالم انطلقوا برئاسة البلديات ومنهم خاصة فرنسوا ميتران الذي جمع بين الصفتين في نفس الفترة وايضا جاك شيراك ورجب طيب اردوغان الذي ترأس بلدية اسطنبول . تغيير العقلية ليس من السهل على المرأة افتكاك نصيبها من الحكم المحلي بان تتراس البلدية وتتواجد بنسب هامة في مجالسها كما انه ليس من السهل ان تطمح بان تكون رئيسة جمهورية ببلادنا وذلك رغم جميع القوانين والتشريعات التي تكفل لها ذلك لانه للاسف هناك عقلية ذكورية لازالت متجذرة في مجتمعنا ترفض تواجد المراة في مواقع القرار وبالتالي تعمل على ازاحتها منه مهما كان الثمن وفي نفس السياق قالت تركية الشابي نائبة رئيسة رابطة الناخبات هناك اصوات تريد العودة بالمراة الى الوراء اخرى تعمل في الخفاء لاجل ازاحتها واخرى تستكثر عليها ما بلغته من مكانة هامة والدليل على ذلك مابلغنا من معطيات تفيد بتعرض بعض الفائزات في الانتخابات الى ضغوطات لعدم الترشح الى الرئاسة على خلفية ان الرجل افضل وهو مايتطلب من جميعنا كمجتمع مدني وكذلك كحكومة العمل على تغيير العقليات. وخلُصت الى القول مهمة الرابطة لن تتوقف عند ايصال المترشحات الى الرئاسة والمجالس البلدية بل ستتواصل من خلال التاطير ودعم القدرات والتكوين المستمر . وأضافت: «آجلا ام عاجلا سوف تصل المراة التونسية الى رئاسة الجمهورية «. وأوضحت ان التونسيات اللاتي حصلن على رئاسة البلديات عددهن هام جدا والاهم انهن حصلن على المنصب بعد انتخابات ديمقراطية وشفافة ونزيهة وذلك بفضل القانون الانتخابي وبفضل المجتمع المدني الذي فرض التناصف كما ان بلوغهن هذه المراتب المشرفة هو استحقاق لم يأت من فراغ بل نتيجة جهد ونضال واثبات كفاءة وبالتالي المراة التونسية تسير على درب الريادة وفرض وجودها في مواقع القرار في اتجاه قصر قرطاج. واشارت الى الارضية القانونية التي تشجع المراة على الطموح السياسي ومنها الدستور الذي يكرس المساواة والاتفاقيات الدولية التي تقضي على جميع اشكال التمييز والقانون الشامل لمناهضة العنف المسلط ضدها. وقالت:» كرابطة حرصنا على ادماج العنف السياسي في القانون لتكون تونس اول بلد عربي وافريقي يدرج العنف السياسي ضمن قوانينه كما ان ما ورد في تقرير لجنة الحريات يعتبر مكسبا هاما.