تونس الشروق: لما حازت المرتبة الاولى في نتائج الانتخابات البلدية وبات مؤكدا أن تكون اول امرأة تحظى بمنصب «شيخ المدينة» واجهت هجومات من هنا وهناك ولعل هجومات التقدميين هي الاكثر غرابة لكنها متمسكة برئاسة البلدية وتؤمن بالديمقراطية وما ستفرزه انتخابات المجلس البلدي .«الشروق» التقت سعاد عبدالرحيم النائبة بالمجلس التأسيسي سابقا والفائزة في انتخابات بلدية تونس عن حركة النهضة في الحوار التالي: هاجمك البعض اثر فوزك في الانتخابات البلدية بفارق كبير عن منافسيك وتعللوا بانك امرأة وانه لا يجوز جلوسك بالمسجد الى جانب الرجال في المناسبات الدينية بماذا تجيبينهم؟ اقول انها ردود افعال سيكولوجية تشنجية لا تعبر عن الفكر السائد في تونس ويمكن تفسيرها بان النتائج كانت غير منتظرة وصادمة بالنسبة للبعض لذلك انساقوا وراء هجوماتهم المجانية . رغم التشريعات والقوانين ورغم كفاءتها في جميع المجالات لازالت المراة التونسية تعاني من الاقصاء لماذا حسب رايك؟ صحيح هذا التشخيص وقفنا عنده حتى في مستوى المشاركة في الانتخابات خاصة في المناطق الداخلية ولكن التونسي بدأ يمنح ثقته في المراة وهذا المعطى يجب دراسته بالارقام لانه مازال في المرحلة الانطباعية. ولكن الى متى سيظل التشويه والتحقير هو قدر المرأة التونسية الراغبة في بلوغ مواقع القرار ببلادنا ؟ جميعنا في تونس رفعنا شعار دعم المرأة ووضعها في الاماكن الامامية والشعب انتخبها حتى بلغت نسبتها 74 بالمائة وهي نسبة هامة جدا وبالتالي الديمقراطية منحت المرأة هذه المراكز وهي الاصل بالنسبة لي كما ان جميع المواثيق والاتفاقيات والدستور يؤكدون على عدم وجود فرق بين المرأة والرجل في اي شيء وادعو الذين يحاربون المراة الى العقلانية . افهم من كلامك انك ستتمسكين برئاسة البلدية وستدخلين المسجد مع الرجال لتكوني الاستثناء التونسي ؟ طبعا انا متمسكة جدا برئاسة بلدية تونس ولن اتخلى عن الاهداف التي من اجلها ترشحت ولن اخون اصوات الاشخاص الذين انتخبوني فهي امانة لدي وليست للمقايضة او التصريف وحتى وان كنت في المرتبة الثانية او الثالثة لن اتنازل عن حقي في الرئاسة فلا الشرع يمنع ولا القانون ضددخول المراة الى المساجد وكدليل على ذلك عدل الاشهاد المراة قادرة على عقد القران داخل المسجد كما يجب الفصل بين العمل السياسي والدعوي والالتزام بالديمقراطية وعموما انتخابات المجلس البلدي هي التي ستحدد من سيكون على راس البلدية . هل انت مع المساواة في الارث؟ في انتظار مخرجات اللجنة انا مع الخيار التشريعي وارتفاع سقف الحريات. ومتى سيجتمع المجلس البلدي لاختيار الرئيس ؟ يتم اعلان النتائج النهائية يوم 12 جوان القادم ومن المنتظر ان يجتمع المجلس البلدي خلال الاسبوع الثالث من نفس الشهر لاختيار الرئيس . تعاني البلاد من ضبابية في المشهدين السياسي والاقتصادي وهناك اختلافات في كيفية التعاطي مع هذه الحكومة بتغيير كلي او جزئي فالى اي مدى يمكن ان يؤثر ذلك على العمل البلدي كتجربة جديدة في ظل الحكم المحلي ؟ بقطع النظر عن انتمائي للنهضة انا مع الاستقرار السياسي البرلماني في البلاد ومع الوحدة الوطنية والتأكيد على ان تونس في حاجة لجميع ابنائها لبناء الاقتصاد التونسي من جديد ووضع حد لانهيار الدينار وتدهور القدرة الشرائية بالاصلاحات التي يمكن ان تكون موجعة للمواطن كفرد ولكنها مهمة للمجموعة. ويمكن الاكتفاء بتحوير جزئي لبعض الوزارات او التقليص من عددها ولكن تغيير رئيس الحكومة في مثل هذا الظرف ليس من الحكمة لاننا سنحتاج الى وقت جديد لفهم الملفات وستغرق تونس في التغيير تلو التغيير دون فائدة. وبخصوص تاثيره على العمل البلدي اكيد ان الجانب الحكومي سوف يطور العمل البلدي والاستقرار يساهم في تطوير نسق العمل لكن في تقديري لن يكون بالاهمية اللازمة نظرا لتمتع البلديات بالحكم المحلي. ماذا تستطيع سعاد عبدالرحيم فعله لأجل بلدية في حجم بلدية تونس؟ هناك نقطة هامة جدا لابد من العمل عليها الا وهي جمالية المدينة والاستثمار في صحة المواطن ابتداء من مركز صحة الام والطفل والروضة وتنشيط الساحات وتهيئة المستوصفات لتعمل على الوقاية والكشف المبكر للامراض المكلفة . وارجاع عيادة الطبيب التابعة للبلدية والتي تسهر على علاج الحالات الاستعجالية خاصة خارج اوقات عمل بقية الاطباء. وايضا نظافة المدارس وتوفير الصابون لكل تلميذ في المدرسة وتوفير الماء بالوحدات الصحيةوتنشيط الساحات العمومية وعودة الحياة للمدينة العتيقة ورونقها وجمالها. وكذلك العناية بحديقة البلفدير التي تحتوي على هكتارات يمكن استثمارها . وتقريب النبتة من المواطن وترويجها بثمن رمزي . سؤال فرض نفسه كثيرا اثناء الحملات الانتخابية من اين ستوفر البلديات موارد لتحقيق وعودها الانتخابية ؟ الى جانب الدعم المركزي يجب ان تعمل البلديات على دعم مواردها وببلدية تونس مثلا كتلة الاجورتحتل نسبة 82بالمائة من الميزانية.