جريمة صهيونية جديدة في "الخان الاحمر" شرقي القدسالمحتلة، تكشف عنصرية ووحشية وأطماع الاحتلال؛ فالاحتلال لا يحترم اتفاقا ولا يراعي في الشعب الفلسطيني إلاّ ولا ذمّة. القدسالمحتلة (الشروق) من مراسلنا بهاء العبدالله ومارس أمس الاحتلال تطهيرا عرقيا وتهجيرا قسريا ضد كل ما هو فلسطيني في بلدة الخان الاحمر، ما يتسبب في تشريد 200 فلسطيني وتجريدهم من حقهم الطبيعي بالعيش بكرامة على أرضهم. وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، تجمع الخان الأحمر منطقة عسكرية مغلقة وأخطر من تواجد في المكان بإخلائه، وقرر الاحتلال هذه الإجراءات العسكرية مع وصول العديد من ممثلي الدول الأوروبية. وقال محمود أبو داهوك أحد سكان التجمع ل"الشروق" إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة جرافات اقتحمت التجمع، وحاصرته بالكامل، وشرعت جرافاتها بشق طرق ومداخل داخل التجمع، تمهيدًا لتنفيذ عملية الهدم. وأوضح محدثنا أن قوات الاحتلال اعتدت على عدد من الأهالي والمتضامنين المعتصمين داخل التجمع بالضرب، أثناء تصديهم للجرافات التي لا زالت تواصل عملها، واعتقلت ثلاثة متضامنين أجانب من جنسيات مختلفة. ووصف أبو داهوك الوضع داخل التجمع بأنه صعب للغاية، مطالبًا العالم بالتحرك العاجل لوقف ممارسات سلطات الاحتلال بحق التجمع وسكانه، ومنع تهجيرهم. وكانت جرافات الاحتلال باشرت منذ فجر أول أمس بشق طريق توصل ما بين الشارع الرئيس ومنطقة الخان الأحمر، وأزالت الحواجز الحديدية الملاصقة للشارع، لتمهد الطريق لوصول الآليات الثقيلة ومعدات الاحتلال إلى المنطقة وهدمها. يذكر أن سكان الخان الأحمر ينحدرون من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953 إثر تهجيرهم القسري من الاحتلال، ويفتقر الخان للخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، بفعل سياسات المنع التي يفرضها الاحتلال على المواطنين هناك بهدف تهجيرهم. وقال الناطق باسم التجمع داود جهالين ل"الشروق" إن طواقم من "الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال برفقة عناصر من الجيش وعدة جرافات اقتحموا التجمع، وحاصروا المنطقة بالكامل، وشرعوا بطرد السكان من منازلهم، وهدم 9 منازل و 4 بركسات للمواشي. وأضاف أن سلطات الاحتلال نفذت عملية الهدم رغم وجود أمر احترازي من المحكمة الصهيونية بمنع هدم أي منزل في التجمع البدوي. وأثار قرار سلطات الاحتلال الصهيوني بهدم تجمع الخان الأحمر شرقي القدسالمحتلة تنديدًا فلسطينيا وأمميًا ودوليًا واسعًا، وسط مطالبات من دول العالم للصهاينة بالتراجع الفوري عن قرارها. وقال نائب المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمره الصحفي اليومي إن مجلس حقوق الإنسان قد أبدى قلقه العميق إزاء قرار "إسرائيل" بهدم بلدة الخان الأحمر في الأيام القليلة المقبلة. بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي، أمس، سلطات الاحتلال بالعدول عن قرارها بهدم منازل الفلسطينيين في تجمع الخان الأحمر. ومن جانبه قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو إن شروع الاحتلال بإخلاء التجمعات البدوية المحيطة بالقدس جريمة ضد الإنسانية تطهير عرقي وتهجير قسري للفلسطينيين خارج أراضيهم. وأضاف النونو في تصريحٍ وصل الشروق أن مشاهد الصمود والتمسك بالأرض والحق تعكس حقيقة الإرادة الفلسطينية والتمسك بالحقوق التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم غير أن مشاهد اليوم تكشف أيضًا زيف ادعاءات هذا الاحتلال بالديمقراطية والحرية. وطالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي المجتمع الدولي إلحاق مواقفه وبياناته المليئة بعبارات القلق والاستنكار الرافضة للتصعيد الصهيوني الجنوني والمكثف على الأرض بخطوات عملية وواضحة. ودعت في تصريح وصل "الشروق" إلى تدخل أممي عاجل وعدم الانتظار لتحقق إسرائيل سياساتها الأحادية بحق الفلسطينيين العزل.