تونس «الشروق»- : أعلنت وزارة البيئة عن رغبتها في شراء 365 شاحنة فضلات. وتم تقسيم الصفقة الى 19 مرحلة ليتم الكشف عن وجود شبهة فساد في المرحلة الاولى المتعلقة باقتناء 85 شاحنة ثمن الواحدة منها 260 الف دينار... «الشروق» تنشر تفاصيل وأسرار الصفقة التي ستفوز بها شركة رغم وجود ثغرات في العملية المالية التي كبدت الدولة خسائر بحوالي 7 مليارات... تحصلت « الشروق « على مراحل إحدى أكبر الصفقات التي تشرف عليها وزارة البيئة. حيث تم الاعلان عن شراء 365 شاحنة لجمع الفضلات ونظرا الى القيمة المالية الضخمة للصفقة التي تتراوح بين 95 و100 مليار تم تقسيم الصفقة الى 19 مرحلة. وكل مرحلة لها كراس شروطها الخاص بها حتى يتسنى لأكبر عدد ممكن من الشركات المختصة في هذا المجال المشاركة في هذه الصفقة. وبعد الانطلاق في الاعلان عن الجزء الأول من الصفقة والمتمثل في شراء 85 شاحنة لجمع الفضلات على مستوى ولايات تونس الكبرى على غرار العاصمة وأريانة وبن عروس ومنوبة وتم الاتفاق على شراء الشاحنة الواحدة ب260 الف دينار. وبعد أن تقدمت عديد الشركات للفوز بالصفقة انطلقت حينها التجاوزات الخطيرة بهدف منح الصفقة لشركة واحدة على حساب باقي المشاركين. وعلمت «الشروق» من مصدر مطلع أنه تم تأجيل الاعلان عن الصفقة منذ شهر جانفي الفارط حتى تتمكن الشركة التي خطط صاحبها للفوز بالصفقة من إكمال النواقص التي تم التطرق اليها. ورغم وجود شركات أخرى تمكنت من تنفيذ كل بنود كراس الشروط المتكون من أكثر من 500 صفحة تم الاتفاق على منح الصفقة لهذه المؤسسة دون سواها. وتبين أيضا أن الفارق المالي بين الشركة التي ستفوز بالصفقة وشركة أخرى بلغ مبدئيا سبعة مليارات ستتكبدها خزينة الدولة هذا بالاضافة الى عدم تطبيق بنود الاتفاق ورغم ذلك تم التمسك بمنح الشركة المعنية الصفقة رغم الخسائر. كما تم التلاعب ببعض البنود المتعلقة بكراس الشروط واستعمال عبارات فضفاضة دون تحديد الشروط المطلوبة حتى تتمكن الشركة التي تربط صاحبها بأحد كبار المسؤولين علاقة وطيدة من افتكاك الصفقة لحسابها الخاص. وأكد مصدرنا أن أصحاب الشركات المتضررة طالبوا رئيس الحكومة بضرورة التدخل وفتح تحقيق في الصفقة التي تشوبها شبهات فساد وذلك في آذار ما يعرف بحملة مقاومة الفساد التي أطلقها الشاهد منذ حوالي سنة. وقال مصدرنا إن سلطة الاشراف طالبت الشركات المعنية بإرسال تقرير مفصل عن مداخيل مؤسساتهم ما بين سنوات 2012 و2013 و2014 وضرورة بيع 200 شاحنة قبل الدخول في صفقة وزارة البيئة. وهو ما اعتبروه تلاعبا واضحا يخدم الشركة التي ستفوز بالصفقة المقدرة بحوالي 30 مليارا. ويذكر أنه تم الاعلان عن الصفقة يوم 26 أكتوبر 2017 وكان من المنتظر الاعلان عن نتائجها في جانفي 2018.