بالتوازي مع المهزلة الكروية للمنتخب في المونديال الرّوسي تلقّت صافرتنا التحكيمية ضربة مُوجعة بعد أن إكتفى الحكم المساعد أنور هميلة بالفُرجة في نهائيات روسيا. وكان هميلة قد قصد الملاعب الروسية وكلّه أمل في تشريف الراية التونسية وحفظ ماء وجه زملائه في القطاع بعد أن نَخره الفساد وجعلته بعض «اللّوبيات» خارج الأحداث الرياضية الضّخمة مثل الكؤوس العالمية والأدوار النهائية للبطولات الإفريقية ويُعتبر مراد الدعمي آخر «قاض» تونسي وحكم رئيسي يشارك في المونديال و»فينال» أمم إفريقيا (في 2002 و2006). وقد سقطت أمنيات هميلة في الماء ولم يجن من مُغامرته العالمية سوى تسجيل الحضور والقيام بجولة سياحية في الأراضي الروسية تماما كما حصل مع عناصرنا الدولية بقيادة نبيل معلول. هل أتاك حديث بركات في الوقت الذي إنتظرنا فيه مبادرة رئيس لجنة التعيينات جمال بركات بالإستقالة بعد المَهازل التحكيمية التي عاشتها البطولة التونسية خلال الموسم المنقضي ظهر الرجل في قلب «موسكو» لينتقد بكلّ جرأة الصّافرة المونديالية مُتناسيا أن «حكّامه» تخلّفوا عن هذه التظاهرة «العملاقة» بسبب حالة الضّياع التي يعيشها القطاع. وقد كان من المفروض أن يحفظ بركات على الأقل لسانه ويتفادى الخوض في ملف الحكام المُوندياليين طالما أن الصّافرة التونسية تعيش خارج سياق الأحداث العالمية وذلك على عكس العديد من الدول الإفريقية والعربية التي فرضت وجودها في روسيا بفضل حكّامها المتألقين كما هو شأن السينغال (ديديو مالانج) وغَامبيا (باكاري قاساما) وزمبيا (جاني سيكازوي) ومصر (جهاد جريشة) والإمارات (محمّد عبد الله حسن) والبحرين (نواف شكر الله)...وغيرهم. مَخاوف أمام تفاقم «أزمة» التحكيم التونسي فكّر القائمون على القطاع في الإستنجاد بتقنية «الفيديو» كما يحصل الآن في النهائيات المُونديالية المُقامة في روسيا. وتفيد آخر المستجدات في هذا الملف بأن اللّجوء إلى «الفَار» في الدوري التونسي مازال في خَانة «المشاريع الرياضية» المُعلّقة وذلك لعدّة إعتبارات موضوعية منها التكاليف المرتفعة ل «الفيديو» والتَعقيدات التقنية لتبنّي «المشروع» (لابدّ من توفير 13 كاميرا على الأقل في اللّقاء الواحد) علاوة على ضرورة تأهيل كافّة الملاعب لإستخدام هذه التقنية في ظروف عادية. ويعتقد البعض أيضا بأنّ «الفَار» من شأنه أن يضمن «العَدالة النسبية» في اللّقطات الخِلافية لكنّه «سيدمّر» في المقابل نُكهة اللّعبة والحَقيقة أن هذا الموقف لا لُبس فيه وقد أكدته عدّة مباريات في المُونديال الرّوسي. هذا في الوقت الذي تعتقد فيه الكثير من الجهات بأن الجامعة التونسية لكرة القدم ليس من مَصلحتها الإعتماد على هذه التقنية ليقينها بأنّ «الفَار» سيفضح الجميع وسيُعرّي الحَقيقة المُرّة لصافرتنا التي تسيطر عليها «مَافيا» خطيرة من خلف السّتار. و الأكيد أن « الفار « سيحرر التحكيم من قبضة الجامعة .