لم تتوقف حركة عبور الجزائريين إلى تونس خلال اليومين الماضيين، في تحدّ واضح للهجوم الارهابي الغادر الذي اودى بحياة 6 عناصر من شهداء المؤسسة الأمنية وفق ما رصده مندوب «الشروق» خلال جولة معاينة قادته أمس إلى معبري «أم الطبول» و«العيون» الحدوديتين في الجهة الجزائرية. الجزائر (الشروق) وقال سواح جزائريون ل"الشروق" إنهم مصرون على قضاء عطلهم الصيفية بتونس، غير آبهين بالاعتداء الإرهابي الجبان على دورية أمنية للحرس الوطني التونسي في عين سلطان بجندوبة. وتميزت حركة السير في الاتجاهين بالعادية، مع تسجيل انخفاض الإقبال على المعبر الحدودي بأم الطبول في اتجاه مركز ملولة، وذلك لتزامن التوقيت مع يوم دوام بحر الأسبوع، إذ تعودت البوابة الرئيسية على استقبال حشود من المسافرين في "الويكاند"، وخاصة في إجازات نهاية الأسبوع خلال شهر جويلية من كل عام. ويكشف "المنجي" وهو سائح تونسي وجدناه بمعبر أم الطبول بعد أن قضّى 3 أيام متنقلاً بين ولايتي الطارف وعنابة الحدوديتين، أنه لمس تضامنا جزائريا منقطع النظير مع الشعب التونسي وضحايا الغدر الإجرامي، مبرزًا في حديث مع "الشروق" أن الجزائريين الذين التقاهم شجعان ولا يخيفهم الإرهاب الأعمى، مع تأكيده أنه وجّه دعوات إلى عدد من الأصدقاء الجزائريين لزيارة تونس في فترة الصيف. وتظل تونس الوجهة السياحية المفضلة للكثير من العائلات والأسر الجزائرية، دون غيرها من البلدان التي تحاول جاهدة كل صائفة مغازلة الجزائريين بأسعار تنافسية وخدمات فندقية مغرية. ومع كل صائفة، تعج المعابر الحدودية الجزائريةالتونسية بالألاف من الجزائريين الذين يحزمون أمتعتم لقضاء عطلهم السنوية بمدنها وشواطئها، كما هو الحال هذه السنة التي تعرف تدفقا للسياح الجزائريين. وظل الجزائريون يقصدون المدن التونسية بالرغم من العمليات الإرهابية التي شهدتها بعض النواحي في البلاد. وأشادت السلطات التونسية في أكثر من مرة بالدعم والمساندة التي تلقاها من طرف الشعب الجزائري، الذي لا يتوانى في التعبير عن مشاعر الأخوة للجيران الأشقاء. وفي السياق ذاته، يقول نائب رئيس النقابة الوطنية لوكالات السفر الجزائرية، إلياس سنوسي، إن تونس بقيت على مدار سنوات من الوجهات السياحية الكلاسيكية المحببة بالنسبة للجزائريين، بالرغم من بروز قبلات جديدة في متناولهم كتركيا وإيطاليا وأسبانيا. ويعتقد سنوسي في تصريحاته ل"الشروق" أن أسعار الخدمات المقدمة للسياح بتونس مناسبة وتتماشى مع ميزانية الفرد الجزائري الذي تراجعت قدرته الشرائية جراء انخفاض قيمة الدينار. ويشير المتحدث في شرحه لأسباب تدفق الجزائريين على تونس "نظرا لما تقدمه من برامج ومنتوج سياحي ممتع للعائلات التي تجد راحتها هناك وهو ما يعتبر أهم عامل لجلب السياح".