يبدو ان قدر المنتخبات العربية هو المعاناة في كل نهائيات كاس العالم بسبب محدودية القيمة الفنية للاعبين في وقت تشهد فيه اقوى المنتخبات العالمية تواجد لاعبين من اصول عربية عجزت جامعاتهم الاصلية على اغرائهم بتقمص ازياء منتخباتهم وبالتالي تقديم الاضافة حتى لا تظل المشاركة العربية دائما دون المأمول. وقد عانت عدة منتخبات عربية من صعوبة اقناع لاعبيها المهاجرين بدءا بالجامعة التونسية التي فرطت في اكثر من لاعب موهوب قادر على اعطاء نفس جديد لنسور قرطاج والقائمة طويلة انطلقت من اللاعب صبري اللموشي في فرنسا سابقا ووسام بن يدر وصولا الى سامي خضيرة مع المنتخب الالماني وكريم الرقيق مع المنتخب الهولندي الى غيرها من الاسماء التي طالما حلمنا بتواجدها مع المنتخب الوطني. «خيرنا انتفع بها غيرنا» الاسماء ذو الاصول العربية لها باع وذراع في عالم المستطيل الاخضر وقد انتفعت به المنتخبات التي تمكنت من اقناع ابرز الاسماء ولم تترك للعرب سواء ما لا ينفع، ولئن تعددت اسباب اخفاق العرب في اقناع طيورها المهاجرة لأسباب شخصية تتعلق باللاعبين انفسهم او بغياب آلية التفاوض معهم منذ الصغر فان ما هو مؤكد اليوم ان هناك لاعبين عرب يفوقون الاوروبيين امكانات فنية وبدنية وتكتيكية والدليل ان اغلبهم يعتبرون العمود الفقري لمنتخبات بلدانهم الثانية. وقد كشف مونديال روسيا الستار عن حجم التواجد العربي خاصة في الادوار المتقدمة من هذه النهائيات، وتكفي الاشارة الى نصف نهائي مونديال روسيا الذي يدور اليوم الثلاثاء وغد الاربعاء يشهد تواجد 7 لاعبين من اصول عربية، وان لم تكن تونس ممثلة في هذا المربع الذهبي بعد اقصاء المانيا منذ الدور الاول وعدم استدعاء وسام بن يدر للمنتخب الفرنسي فان المغرب والجزائر وموريتانيا لها لاعبين في هذا الدور المتقدم . 4 مغاربة... جزائريان وموريتاني يحلمون بالنهائي استحوذ المنتخب الفرنسي على قائمة اللاعبين العرب المتواجدين في نصف النهائي اذ يضم منتخب الديوك اربعة لاعبين عرب هم عادل رامي المولود في باستيا الفرنسية، وهو لاعب فرنسي من أصول مغربية، يشغل مركز المدافع، ويلعب حاليا في نادي مارسيليا، حيث انتقل إليه صيف عام 2017 قادما من نادي إشبيلية الإسباني، اضافة الى اللاعب نبيل فقير المولود في مدينة ليون الفرنسية، وهو من أصول جزائرية، فوالداه جزائريان هاجرا إلى فرنسا عام 1992، ويلعب حاليا مع نادي ليون الفرنسي. اما اللاعب الثالث فهو لاعب برشلونة عثمان ديمبيلي وهو من أب مالي وأم موريتانية وتختتم القائمة الحالية بالنجم الصاعد في الكرة العالمية كيليان مبابي المولود من أب كاميروني، ووالدته من جذور جزائرية. اما المنتخب البلجيكي فيضم ثلاثة لاعبين عرب منهم لاعبان من اصول مغربية هما ناصر الشاذلي و دريس ميرتنز في حين يحمل الثالث اصولا مغربية جزائرية وهو مروان فيلايني من أب مغربي وأم جزائرية. ويرى الملاحظون ان هذه الاسماء ساهمت بقسط كبير في تواجد منتخباتها في دور متقدم من المونديال وسيكون نصفهم في الدور النهائي لأكبر تظاهرة كروية عالمية مما يؤكد قيمة المواهب العربية المهاجرة وعجز بلدانهم الاصلية عن اقناعهم بتقمص ازياء منتخباتهم.