تونس – الشروق: انتظمت أمس بوزارة التربية ندوة صحفية, أعلن خلالها الوزير عن جملة من القرارات والإجراءات التي تتعلق بتنظيم الشأن التربوي بداية من السنة الدراسية القادمة. كما قدّم قراءة في النتائج النهائية للامتحانات الوطنية والمناظرات. وافتتح وزير التربية حاتم بن سالم الندوة الصحفية بدقيقة صمت ترحما على شهداء الوطن الذين سقطوا فداء للوطن على أيادي الغدر والارهاب, وبين أن وزارة التربية ستعمل خلال السنة الدراسية القادمة على مقاومة الارهاب والتصدي للتطرف والعنف داخل جميع المؤسسات التربية وقدم تحية شكر للمؤسسة العسكرية التي أمنت نجاح مختلف الامتحانات الوطنية. وأشار إلى أن الشكر يجب أن يوجه أيضا إلى جميع العاملين في الحقل التربوي من إداريين وإطارات تربوية للوصول بالسنة الدراسية إلى بر الأمان رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الجميع. واعترف أن التلاميذ وخاصة تلاميذ الباكالوريا عاشوا ظروفا نفسية صعبة وهو ما انعكس على مردودهم الدراسي من خلال تراجع نسب النجاح في امتحان الباكالوريا. وبيّن وزير التربية أنه خلال الدورتين الرئيسية والمراقبة اعتمدت الوزارة طريقة جديدة في توزيع الامتحانات التطبيقية وذلك بإرسالها عن طريق البريد الالكتروني وقد تمّت العملية بنجاح, وسيقع تعميم هذه الطريقة على مختلف المواد والامتحانات خلال السنة الدراسية 2019 - 2020. وأشار إلى أن هذه الطريقة ستوفر للوزارة أموالا كانت تعتمد قبل ذلك في الطبع والتخزين والنقل عبر الشاحنات. وبخصوص النتائج النهائية للامتحانات الوطنية أكّد وزير التربية أن النتائج وفي جميع المستويات (السيزيام والنوفيام والباكالوريا) شهدت تراجعا , وهذا التراجع تأكّد خلال هذه السنة التي تعتبر سنة التراجع في نسب النجاح وخاصة في الباكالوريا حيث لم ينجح 59 % من المترشحين لامتحان الباكالوريا وهي نسبة كبيرة ومفزعة وجب الوقوف عندها ودراسة أسباب الفشل الكبير في نيل شهادة الباكالوريا من قبل أكثر من نصف المترشحين لنيلها وتقييم هذه النتائج تقيما حقيقيا. كما يجب حسب الوزير اصلاح نظام امتحان الباكالوريا تماما كما وقع في فرنسا مثلا حيث يجتاز التلميذ المواد الاساسية في كل شعبة هذه الاصلاحات ستشمل مدة الامتحانات والسعي الى تقليص المدة حتى لا تتجاوز الاسبوع والتقليص في مواد الامتحانات لتخفيف العبء على التلاميذ وعدم تعريضهم للضغوطات النفسية. ويجب إعادة النظر في طريقة التقييم المعتمدة حاليا فمن غير المعقول أن لا يخضع التلميذ للتقييم إلا مرة واحدة طيلة 14 سنة من الدراسة. وهذه الطريقة جعلت النتائج النهائية للامتحان الباكالوريا في تراجع مستمر ومرشحة للتدهور أكثر, وعن أسباب ضعف نائج الباكالويا في عدد من الولايات الداخلية أوضح الوزير أن ذلك يعود إلى عدم استقرار الاطار التربوي وإلى الضعف الفادح في اللغات وخاصة في المواد العلمية وظاهرة النواب. وأعلن الوزير اننا سنعود خلال السنة القادمة لنظام الثلاثيات ومراجعة الامتحانات الجهوية الموحدة لسنوات 3 و4 و5 وإمكانية التخلي عنها والاتجاه نحو التخفيف من ساعات التدريس والمواد وتجربة نظام الخمسة أيام دراسة وتقييم التجربة وتعميمها إذا نجحت وأثبتت جدواها كما أنه من الممكن أن يقع تخصيص يوم السبت للنشاط المدرسي وليس لتلقي الدروس. كما سيقع اعتماد طريقة التسجيل عن بعد بالنسبة للمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية. وبالنسبة لإمكانية إلحاق التلاميذ المتحصلين على 14 من عشرين في مناظرتي السيزيام والنوفيام بالمدارس والمعاهد النموذجية أكد أنه لن يخرق القانون ولن يقبل أي تلميذ بهذه المؤسسات الا إذا تحصل على أكثر من 15 من عشرين وبين أنه يتلقى يوميا مكالمات هاتفية من مختلف جهات البلاد من سياسيين ومسؤولين الهدف منها النزول الى معدل 14 مؤكدا أن التنازل سيجر الى تنازلات أخرى وحينها سنجد المدارس والمعاهد النموذجية أصبحت مثلها مثل باقي المؤسسات العمومية.