تونس الصباح: بعد سنتين من التجربة تقرر صلب وزارة التربية والتكوين إلغاء تجربة الامتحان الجهوي الموحد لتلاميذ السنة الرابعة من التعليم الاساسي ابتداء من العام الدراسي القادم 2009 - 2010 وبالتالي ستكون آخر نسخة لهذه الامتحانات الجهوية في ختام السنة الدراسيّة الجارية 2008-2009. وبالتخلي عن تجربة "الكاتريام" التي أثبتت فشلها وعدم جدواها، ستصبح امتحانات السادسة ابتدائي والمعروفة لدينا باسم"السيزيام" - وهي عبارة عن امتحان للالتحاق بالمدارس الاعدادية النموذجية لاغير- أول مناظرة يخضع لها التلميذ منذ دخوله الى الدراسة. ومن المنتظر أن يعود لهذه المناظرة رونقها ومكانتها لدى العائلات في انتظار امكانية عودة هذه المناظرة التي يحن اليها الجميع الى طبيعتها ومكانتها القديمة. تقييم للتجربة الحالية ل«السيزيام» يبدو ان وزارة التربية والتكوين ستقيم التجربة الحالية وتقرر النمط الذي يمكن ان يكون عليه امتحان "السيزيام" وبعد التقييم سيتم اقرار المحافظة على الطبيعة الحالية للمناظرة أم تعديلها.مثلما كان الشان لامتحانات "الكاتريام" التي اثبت التقييم عدم جدواها وعدم معقوليتها.. فهل من الممكن ان نخضع 190 ألف تلميذ لمناظرة من أجل تقييم مردوده ومن ورائه المؤسسة التربوية؟ ومناظرة "السيزيام" هي مناظرة اختيارية مثلها مثل مناظرة "النوفيام" حيث لا تأثير لنتائجها على ارتقاء التلميذ من عدمه، بل الغاية منها تنحصر فقط في تمكين التلميذ من الدراسة في مدرسة اعدادية نموذجية تكون نوعية الدراسة فيها ارقى من أجل تكوين نخبة مميزة من التلاميذ. وقد اجتاز مناظرة الالتحاق بالمدارس الاعدادية النموذجية السنة الماضية 44 الفا و661 تلميذا من جملة 187 الفا و662 تلميذا مسجلين بالسنة السادسة من التعليم الاساسي. ومثلت الفتيات غالبية المترشحين للمناظرة ب24 الفا و426 فتاة مقابل 21 الفا و235 فتيان. بينهم 96,5% من التلاميذ ينتمون الى المدارس العمومية و3,95% من المدارس الخاصة. وتجرى عادة الاختبارات الخاصة بتلاميذ السنة السادسة ابتدائي في خمس مواد لا اكثر وهي الرياضيات والايقاظ العلمي ضمن المواد العلمية والعربية والفرنسية والانقليزية ضمن المواد الادبية. وتكون الاختبارات العلمية باللغة العربية على ان لا يتجاوز زمن كل اختبار الساعة والنصف. وتجرى الاختبارات في عدد من المدارس الاعدادية التي ستجمع المترشحين من منطقة واحدة وعلى هذا الاساس لن يكون من الضروري ان يجري تلميذ السادسة ابتدائي المناظرة داخل نفس المدرسة التي ينتمي اليها. ويتم الاختيار على هذه المدارس حسب الانتماء الجغرافي والموقع القريب من بقية المدارس الاخرى وايضا عدد التلاميذ المترشحين للمناظرة. وتجرى اختبارات الدخول للاعداديات النموذجية في ظروف الامتحانات العادية اي عن طريق استدعاء التلميذ وتحديد مكان مرقم له وسط قاعة الامتحان مع مراقبة من قبل معلمين سواء من نفس المدرسة اومدرسة مغايرة وتكون عملية الاصلاح على المستوى الجهوي. ويشترط لقبول كل تلميذ باحدى المدارس الاعدادية النموذجية الحصول في المناظرة على معدل عام يسمح له بان يكون مرتبا ضمن مجموعة المؤهلين الاوائل للقبول باحدى المدارس الاعدادية النموذجية حسب ما تسمح له طاقة استيعاب كل مدرسة اعدادية نموذجية. تجربة فاشلة لامتحانات الرابعة أساسي وكان امتحان الرابعة اساسي الذي تمّ إقراره قبل سنتين لاقى اعتراضا كبيرا من قبل الاولياء ومن عديد المربين من معلمين ومرشدين تربوين بدعوى أنّ تلاميذ السنة الرابعة غير قادرين وغير متهيئين من الناحية الذهنية والبدنية على إجراء مثل هذه المناظرات وغير متعوّدين على مثل هذه الامتحانات. ويهدف الامتحان الجهوى الموحد لتلاميذ السنة الرابعة من التعليم الاساسي الى تقييم مكتسبات التلميذ بطريقة موضوعية في التعلمات اللغوية والعلمية الاساسية. ويخضع التلميذ لاربعة اختبارات موحدة في مواد اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات والايقاظ العلمي. يذكر أن الامتحان النهائي للسنة الرابعة أساسي اجتازه السنة الماضية حوالي 190 ألف تلميذ في المدارس العمومية شكلوا 8186 فصلا دراسيا اضافة الى 2438 تلميذا في المدارس الابتدائية الخاصة شكلوا 109 فصول دراسية. وفي تحربتها الاولى في نهاية السنة الدراسية 2006-2007 اجتاز قرابة 183ألف تلميذ امتحان "الكاتريام". ويعتبر امتحان السنة الرابعة أساسي امتحانا تقييميا لمكتسبات وقدرات التلاميذ في هذا المستوى. وقد تم اعتماد هذا الامتحان الجهوي كآلية لتقييم مردود التلميذ ومن ورائه المؤسسة التربوية. واعتبر هذا التقييم غير معقول أمام عدم جاهزية طفل التسع والعشر سنوات للخضوع الى امتحانات ومناظرات. وادخاله في مناخ مخيف غير متعود عليه مع ضغط العائلة والمحيط رغم شكلية هذا الاختبار. وبالتخلي عن امتحانات "الكاتريام" سيكون امتحان السنة السادسة أساسي (السيزيام) أول الامتحانات التي يخضع لها التلميذ تليها امتحانات السنة التاسعة أساسي (النوفيام). ويذكر أن امتحان "النوفيام" ترشح له السنة الماضية 49162 مترشحا من مجموع 147064 تلميذا مرسما بالتاسعة اساسي وتمثل نسبة الترشح لاجتياز شهادة ختم التعليم الاساسي 42،33% من المجموع العام لتلاميذ التاسعة باعتبار الطابع الاختياري لهذا الامتحان. يذكر ان الارتقاء الى السنة الاولى من التعليم الثانوي متاح لكل من يحصل على معدل سنوي عام ب10 من 20. ويمكن لمن حصل على معدل أقل من 10 من 20 الارتقاء بالاسعاف اذا توفرت بعض الشروط المضبوطة والمحددة. ويسمح النجاح في المناظرة للراسبين بالارتقاء للدرجة الموالية.