تونس الشروق : اثارت أمس التدوينة التي كتبها المنسق العام لهياكل نداء تونس بالخارج محمد رؤوف الخماسي ضجة خاصة انه هاجم حافظ السبسي رغم انه كان من المقربين له ولرئيس الجمهورية. وكتب مساء أمس المنسق العام لهياكل نداء تونس بالخارج محمد رؤوف الخماسي على صفحته في الفايسبوك تدوينة تحدث فيها عن أسباب الدعوة لانعقاد الهيئة السياسية لنداء تونس وعن الاهداف التي كانت سببا لها معربا عن غضبه من تفرد حافظ السبسي بالسيطرة على الحزب. وأكد الخماسي انه رغم الظرف الاليم الذي تمر به البلاد بعد العملية الإرهابية الاجرامية التي ذهب ضحيتها ستة من شهداء الحرس الوطني الا ان الدعوة التي بادر بها عدد من أعضاء الهيئة السياسية لنداء تونس اثارت ردود فعل متشنجة ومشككة بلغت حد رفض المدير التنفيذي حضور الاجتماع. وتساءل محمد رؤوف الخماسي هل أصبحت الدعوة لانعقاد اجتماع لقيادة الحزب التي لم تجتمع منذ اكثر من سنة ونصف مشكلة رغم انها تمت وفق اللوائح التي أقرها مؤتمر سوسة؟ قد يقول قائل ان المشكلة ليست في الدعوة بل في التوقيت والخلفية وهل ان هذه المبادرة تهدف الى إقصاء طرف وتسليم الهيئة السياسية لطرف آخر وتحديد رئيس الحكومة يوسف الشاهد ؟ وأضاف «نقول بوضوح اننا بادرنا لهذه الدعوة من منطلق إيجابي يهدف الى إنقاذ الحزب وتجميع صفوفه وليس لغاية تآمرية، وان الاجندة الوحيدة التي حركتنا ترتبط بالاهداف التالية : أولا : تقويم المسار القيادي الذي قاد الحزب الى وضعية مزرية بقيادة فردية غريبة عن تقاليدنا التي أرساها المؤسس سي الباجي على قاعدة المؤسسات النشيطة التي تستوعب كل الآراء والاقتراحات والاختلافات. فكيف يتاح لأحد من التفرد بالرأي ما كان يرفضه «صاحب الباتيندة» رغم انه صاحب الفضل علينا جميعا ؟ ثانيا: تقييم الفترة المنقضية بإيجابياتها وسلبياتها في الحزب والحكم. خاصة وانه لا مجال للشك في ان النداء انهزم في الانتخابات البلدية لا بالصندوق الذي أعطاه مرتبة متقدمة بل باختيارات القيادة الفردية التي حرمت الندائيين من اكثر من رئيس 70 بلدية لو تمت مفاوضات جدية ومعقولة بعيدة عن الانفعالات الشخصية والحسابات الخاطئة؟ ثالثا: التوقف عند القرارات المصيرية التي تريد القيادة الفردية تمريرها وفرضها دون استشارة احد. فبأي حق تُمد الايدي للمنشقين الذين حاولوا تخريب الحزب وشهروا بالرئيس وعائلته فردا فردا في وسائل الاعلام بل وذهب احدهم الى حد «التآمر» مع الأجنبي لتشويه رئيس الجمهورية وهو ما كشفه المدير التنفيذي نفسه في حواره التلفزي الوحيد في قناة تلفزية وعجز الابن الضال عن الدفاع عن نفسه والبرهنة على انه لم يقم بتشويه الرئيس في المحافل الدولية؟ وبأي حق يتم اتخاذ قرار بفك التوافق بتعلة انه في السياسة فقط!! دون تجهيز أغلبية جديدة في البرلمان تضمن استقرار البلاد ومنظومة الحكم؟ وبأي حق تدعو قيادة الحزب الى إسقاط حكومة يرأسها احد ابناء النداء بل رئيس لجنة ال 13 التي هندست مؤتمر سوسة وأعطت الحزب نفسه الجديد في ظل قيادة جديدة؟ هذه أسئلة لا يمكن ان تعالج بمنطق فردي شخصي انفعالي ولا مجال هنا للتعلل بان الحزب مجرد باتيندة يملكها شخص يولي من يشاء ويعزل من يشاء ويتصرف في النداء كما لو كان مزرعة شخصية وهو ما لم يكن متاحا حتى قبل الثورة وفي ظل ما يسميه البعض «حكم الفرد الواحد»