أصحاب محلات بيع التبغ: إذا كان الحصول على «الباتيندة» مجانيا فما معنى إمضاء الالتزام بالتصريح على الشرف.. وبكشف مالي للسنوات الخمس الماضية؟ تونس الصباح: بعد أن كان نشاط بيع التبغ يخضع لرخصة انتصاب يتسلمها متعاطي هذا النشاط من السلط الجهوية، وتحديدا والي الجهة، ويخول له بناء على هذا الترخيص الحصول على كميات التبغ من الوكالة التونسية للتبغ والوقيد فقد تم في الفترة الأخيرة دعوة هؤلاء التجار إلى ضرورة الحصول على "باتيندة" من وزارة المالية التي يعود لها القطاع بالنظر، وذلك لتعاطي هذا النشاط والحصول على كميات التبغ التي يتزودون بها أسبوعيا. وهكذا لم تعد رخصة الانتصاب كافية وحدها لتعاطي هذا النشاط، والحصول على التبغ، بل بات لزاما على الناشطين في هذا القطاع أن تكون لهم رخصة انتصاب و"باتيندة" في الآن نفسه ليتمكنوا من الحصول على كميات التبغ. فكيف فسرت وزارة المالية هذا الإجراء الجديد وأسباب اعتماده؟ وماذا قال الرئيس المدير العام للوكالة الوطنية للتبغ والوقيد في الموضوع؟ وكيف تقبله أصحاب نقاط بيع التبغ بالتفصيل، ولماذا يتحفظ البعض عليه؟ الرخصة لم تعد كافية لتعاطي هذا النشاط أفادت مصادر عليمة من وزارة المالية أنه تم سنّ قرار جديد بشأن توزيع كميات التبغ وتعاطي النشاط فيه يتمثل في ضرورة أن يكون متعاطي هذا النشاط حاصلا لا على رخصة انتصاب إدارية من طرف السلط الجهوية فحسب، بل أن تكون له أيضا ما يعرف ب "الباتيندة" التي تتولى وزارة المالية تسليمها. وفسرت مصادرنا هذا القرار على اعتبار أن أصحاب رخص تعاطي هذا النشاط ليست لهم أرقام جباية، مما سمح للبعض من أصحاب هذه الرخص أو الذين يتولون كراءها من أصحبها، تعاطي هذا النشاط دون ان تكون لهم مقرات ثابتة للعمل، وهو ربما ما يسمح لهم في التفويت بالبيع لكميات التبغ لناشطين آخرين في المجال التجاري. ومن هذا المنطلق جاء هذا القرار ليضبط نشاط توزيع التبغ على مستحقيه من أصحاب الرخص الإدارية و"الباتيندات" دون سواهم. كما أفادتنا نفس المصادر أن الحصول على "الباتيندة" من وزارة المالية، هو مجاني ولا يطالب الراغب في الحصول عليها من أصحاب رخص الانتصاب بأية دفوعات للغرض. كما أوضح لنا السيد الصديق الكتاري الرئيس المدير العام لوكالة التبغ والوقيد أن هذا الإجراء، ستكون له انعكاسات جد إيجابية، على تنظيم النشاط في هذا القطاع، وذلك بتحديد متعاطيه الحقيقيين واستحقاقاتهم في الحصول على كميات التبغ التي يتم توزيعها من قبل الوكالة، خاصة بعد استشراء تعاطي بيع التبغ من قبل كل من هب ودب، وخاصة التزود به. أصحاب نقاط بيع التبغ بالتفصيل يتحفظون على القرار هذا الإجراء الجديد، يدعو كافة متعاطي هذا النشاط من أصحاب نقاط "قمارق الدخان"، التفاعل معه وذلك بعدم الاكتفاء برخص الانتصاب التي كانت تمكنهم من التزود بالتبغ، بل الحصول على "باتيندة" من وزارة المالية لتمكينهم من الحصول على هذه الكميات. فكيف تفاعلوا مع هذا الاجراء؟ وهل تحفظوا عليه؟ "الصباح" إلتقت البعض منهم فأفادوها بالتصريحات التالية: صالح المناعي: "رغم أننا نعيش صعوبات جمة في تعاطي هذا النشاط وذلك على مستوى المعاناة التي نعيشها من خلال وقوفنا في الطوابير للحصول على كمية التبغ أسبوعيا، وأيضا ما نشهده من منافسة غير شريفة مع بعض متعاطي بيع هذه المادة، إلا أننا نرحب بالقرار إذا كان يهدف فعلا إلى تنظيم القطاع والحد من تدخل المتطفلين". ابراهيم قيدوار: "عندما نتحدث عن هذا الإجراء يجب الكشف عن كل جوانبه وما نحن مطالبون به كتجار بيع تبغ بالتفصيل للحصول على "الباتيندة" من وزارة المالية. لقد وقعت مطالبتنا بإمضاء إلتزام تصريح على الشرف، كما وقعت مطالبتنا بكشف مالي يعود للخمس سنوات التي خلت. ولا شك أن هذا يفرض علينا تسديد أموال طائلة في مجال الأداءات، وهو ما لا نقدر عليه". أن هامش الربح لدينا يتمثل في 4 في المائة فقط، وهو هامش محدود جدا، ولا يغطي حتى أتعابنا في مجال التزود، بينما غيرنا ممن يتعاطون بيع التبغ دون وجه قانوني ولا رخصة انتصاب ولا "باتيندة" يمكن أن تصل أرباحهم في مجال البيع بالتفصيل إلى 15 و20 في المائة. فهل يعقل أن يقع تقييدنا بمزيد من الاجراءات بينما يتعاطى غيرنا هذا النشاط عن غير وجه قانوني، وتكون أرباحه أضعاف أضعاف أرباحنا؟ من هذا المنطلق، وبناء على هذا اللبس يبقى هذا الإجراء غير منصف لنا، ونتحفظ عليه بالكامل، ومن موقعي الشخصي لقد بادرت بايقاف رخصتي، وبالتالي عدم التعاطي مع بيع التبغ حتى لا تكون تبعات الالتزام بالتصريح على الشرف يمثل إلزاما لي بدفع ضرائب لا طائل من ورائها". البشير العامري: "إننا لم نفهم شيئا من هذا الإجراء الأخير الذي يطالبنا بالتزام تصريح على الشرف، وبمحاسبة على نشاط الخمس سنوات الماضية. فهل لأننا كنا ننشط في السرية؟ أو لم تكن نشاطاتنا شفافة على اعتبار أن كميات التبغ التي نتحصل عليها واضحة ومعروفة، ومحددة في كل أسبوع؟ إننا نطلب توضيحا في الغرض، ولسنا ضد أي إجراء عام ومنظم لنشاطنا؟" المنصف بن صالح: "لقد توقفت على نشاط بيع التبغ منذ أكثر من شهرين، وسلمت "الباتيندة"، وذلك جراء الصعوبات التي تعرضت لها في نشاطي في مجال بيع التبغ. إني لم أعد قادرا على الحصول على الكميات التي بإمكاني ترويجها، كما أن ما اقتنيه من كميات يبقى مكدسا لدي نظرا لكثرة الناشطين دون وجه قانوني حول المحل الذي أعمل به".