لا حاجة للقول إنّ معادلات حرب تموز 2006 أبعد من لبنان وقد تموضع على ضفتيها حلفان هما ذاتهما لبنانياً وعربياً يتقابلان اليوم في سوريا. كما لا حاجة للقول إنّ الحرب على سوريا كانت أبرز محاولة لكسر معادلات حرب تموز بكسر ظهر القلعة التي استند إليها حلف النصر في تموز. ولا حاجة للقول أيضاً إنّ أوّل القلق من نتائج معادلات تموز كان «إسرائيلياً» على ما سيحدثه النصر في فلسطين، تأسيساً على ما فعله نصر عام 2000 في الداخل الفلسطيني، فكانت الانتفاضة وتلاها الانسحاب «الإسرائيلي» من غزة، ولا مجال لقطع الطريق على المزيد إلا بكسر معادلات نصر تموز. حشد الفريقان للحرب التي تلت تموز، وأشعلها الذين خسروا الحرب، بعدما رصدوا خمس سنوات للتجهيز والتحضير والاستعداد والحشد. فكانت حرب سوريا، وكان أوّل الجديد فيها أن أشهَر المال الخليجي تموضعه من مجرد العمل في الكواليس لتشجيع «الإسرائيليين» على سحق المقاومة في 2006 إلى تمويل الحرب على سوريا وحشد التكفيريين من كلّ أصقاع الأرض لخوضها. خلال عامها الأوّل الذي كان الصمود فيه على عاتق القلعة السورية، خصوصاً شجاعة الرئيس السوري. وخلال العام الثاني بدأ حلف حرب تموز يتصرّف كحلف في حال حرب، لم تلبث المستجدات أن زوّدته بمصادر القوة التي لم تكن في حسابات قوى الحرب الآتية من حلف المهزومين في تموز، وكان التموضع الروسي السياسي والدبلوماسي، فالعسكري أبرز هذه المستجدّات، وكان الفشل في تفتيت وحدة السوريين على أساس خطوط الفتنة المذهبية رغم سخاء المال وسواد الفتاوى. وكان تماسك الجيش السوري الأسطوري وبطولات المقاومين معه مصدراً لتغيير في وجهة الحرب. حقائق حرب تموز كمعادلاتها تترسّخ ولا تنكسر. وأولى هذه الحقائق أنّ الصراع في المنطقة سيبقى عنوانه تحرير فلسطين، وأنّ كلّ محاولة لتجاهل هذه الحقيقة تنتهي بتهميش صاحبها من صناعة المعادلات بدلاً من تهميش القضية الفلسطينية.